- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تحاور أوروبا من خلال حكام إيران
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الأحد، 2021/06/27م خبرا تحت عنوان "إيران: لن نتفاوض للأبد حول إحياء الاتفاق النووي" جاء فيه:
"قالت إيران - أمس السبت - إنها تعتقد أنه من الممكن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية الكبرى، لكنها حذرت من أنها "لن تتفاوض إلى الأبد".
وعلى تويتر كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده "من منطلق الالتزام الثابت بإنقاذ اتفاق حاولت الولايات المتحدة نسفه، كانت إيران الطرف الأكثر نشاطا في فينّا، حيث اقترحت معظم المسودات"، في إشارة إلى المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف "ما زلنا نعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا قررت الولايات المتحدة التخلي عن إرث ترامب الفاشل. إيران لن تتفاوض إلى الأبد"."
التعليق:
معلوم لدى كل مراقب ومتابع للعلاقات الأمريكية الإيرانية أنها قائمة على التبعية؛ فحكام إيران يسعون بكل جهدهم تحقيقاً لمصالح أمريكا ظناً منهم أن هذا ما يحفظ بقاءهم على رأس الدولة، وما تفاخرهم بتحقيق مصالح أمريكا في العراق وأفغانستان عنا ببعيد، ومن ضمن هذه المصالح المسألة النووية؛ فأمريكا تريد لإيران أن تكون قوة نووية لكن بالقدر الذي يحقق مصالحها هي بجعلها فزاعة أمريكية في المنطقة تستخدمها كلما احتاجت لذلك، فأمريكا جادة بإزالة العراقيل التي تضعها الدول الأوروبية خاصة وكيان يهود أمام توقيع الاتفاق مع إيران في أسرع وقت ممكن، فإيران ملتزمة في هذا الباب بأكثر الأمور؛ كل ذلك لتكسب موافقة المفاوضين الأوروبيين، فالالتزامات الإيرانية كافية من وجهة نظر أمريكا لإزالة المخاوف الذي يتذرع بها الأوروبيون، فكأن أمريكا تحاور وتفاوض أوروبا لا إيران من خلال أذنابها وأتباعها حكام إيران.
تريد أمريكا أن تبقى إيران دولة قوية ومستقرة كي تتمكن من القيام بدورها كشرطي في المنطقة يحفظ المصالح الأمريكية، وفي الوقت نفسه يعفي أمريكا من التكاليف الباهظة العسكرية منها خاصة، فصبر أمريكا على طول هذه المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي مع كثرة العراقيل الأوروبية المفتعلة وإصرارها على التوصل لاتفاق شامل مع إيران، كل ذلك دليل واضح على إدراك إيران أنها تخدم المصالح الأمريكية وأنها عندما تقول على لسان سياسيها بأنها "لن تتفاوض إلى الأبد". كل ذلك رسالة موجهة إلى الدول الأوروبية وليس إلى أمريكا.
إن دول الكفر قاطبة يصدق فيها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. فأمريكا وأوروبا وعملاؤهم وأذنابهم في البلاد الإسلامية من رويبضات ينفقون هذه الأموال ويدبرون هذه المكائد من أجل إبقاء الهيمنة الغربية على بلادنا ولكن هيهات هيهات، فوعد الله آت، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي