- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراعات القبلية لا حل لها إلا بالانصهار في بوتقة الإسلام العظيم
الخبر:
تستمر الصراعات القبلية غرب السودان في منطقة جنوب كردفان، ودارفور بشكل أعنف وأكثر بشاعة من ذي قبل، لدرجة التمثيل بالجثث، والعياذ بالله، كما تنقل وسائل التواصل الإلكتروني، وكما نقل شهود عيان من منطقة بخصوص أحداث كلوقي.
التعليق:
لا توجد تقديرات رسمية لحجم السلاح المنتشر بأيدي القبائل في ولايات دارفور وكردفان، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن مئات الآلاف من قطع السلاح تملكها القبائل، بما فيها أسلحة ثقيلة "مدافع ورشاشات محمولة" في سباق تسلح محموم يجهل مصدره، لذلك فلا غرابة في أن تتجدد الصراعات القبلية رغم اتفاقيات السلام المزعومة، ورغم صدور مرسوم دستوري يمنح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حكماً ذاتياً، إلا أن ذلك لم يُسكت صوت البندقية، بل تولدت صراعات جديدة، فقد اندلعت شرارة الصراعات منذ حزيران/يونيو من العام 2020م، حول منجم ذهب يوجد وسط قرى سكنية كاملة، ثم انتقلت إلى كالوقي بمحلية قدير حدث فيه نهب وقتل في حي دار علي التي كانت الخسائر تصل إلى 4 قتلى في اليوم لأن هناك فزعة تأتي إليهم من قرى أخرى حسب ما نقله مركز هودو لحقوق الإنسان.
ويرجح متابعون إلى أن تجدد الصراع بعد الصلح الذي يتم سببه تدخل والي الولاية الذي ينتمي لإحدى القبائل المتنازعة، ما أحدث ضغينة بين الناس. وزادت عمليات النهب والقتل! يحدث ذلك في غياب تام لدور الأجهزة الأمنية، رغم وجودها بموقع الأحداث، بالإضافة إلى أن حكومة الولاية لم تعمل بشكل جدي لضمان سيادة حكم القانون وسلامة الناس وممتلكاتهم، ولم تخضع اللجنة الأمنية بولاية جنوب كردفان للمساءلة وهي المسؤول الأول، كما لم تعمل على حل المليشيات ونزع الأسلحة غير المقننة التي بأيدي الناس، فتفاقمت الأوضاع مرة أخرى ويعتقد أن ضعف التدخل الأمني وصراع السلطة بين مكونات المرحلة الانتقالية أهم عوامل تأجيج حالة الاقتتال والفوضى.
في ظل هذه الأوضاع المتأزمة تحولت النعمة إلى نقمة، فقد تصاعد الصراع على مناجم الذهب مؤخرا كمحرك رئيسي للصراعات، وقد أقرّ والي جنوب كردفان بأنّ الأحداث التي شهدتها ولايته مؤخراً سببها الرئيس هو الصراع حول مناطق الذهب في لقاء تلفزيوني بـ(قناة النيل الأزرق)، وهذا الصراع بدلاً من أن يدار وفق رؤية مبدئية تصهر الناس وتجمعهم على كلمة سواء، لتفجر طاقاتهم في استثمار هذه الموارد التي تزخر بها السودان، يظهر الحكام أنهم مكتوفو الأيدي، وكأن الأمر لا يدخل تحت دائرة تخصصهم، فأي حكام هؤلاء؟!
لقد فشلت كل الحكومات التي مرت على السودان منذ الاستقلال في إنهاء الصراعات القبلية، إن لم تكن بعض هذه الحكومات سبباً رئيساً في اندلاع هذه الصراعات، وذلك بسبب الاستقطاب السياسي الحاد على الأساس القبلي كما حدث في عهد الإنقاذ، وتتعمد هذه الحكومات سياسة (فرق تسد) مع عدم رعاية شؤون الناس على أساس عقيدتهم السمحة التي تجمع الناس وتصهرهم في بوتقة واحدة، وتحرم سفك الدماء، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ وقال رسول الله ﷺ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».
فلا ملجأ ولا مفر إلا إلى رحاب دين الله حكما عدلا بين بني آدم أجمعين ودولة الخلافة على منهاج النبوة هي لها لأنها تحكم بشرع الله الحنيف فشمروا للعمل لها أيها المؤمنون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب)