- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تفعل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في رام الله؟!
الخبر:
قام رئيس وكالة المخابرات البريطانية (MI6) ريتشارد مور يوم الثلاثاء الماضي، 2021/08/10 بزيارة إلى رام الله على رأس وفد ضم دبلوماسيين بريطانيين وأجرى مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برفقة مسؤولين أمنيين آخرين، وتبعه في اليوم التالي يوم الأربعاء 2021/08/11 مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز فقام هو الآخر بزيارة رام الله بعد زيارتهما لمسؤولين في كيان يهود.
ووفقا لصحيفة القدس العربي ونقلاً عن مصدر فلسطيني مطلع في رام الله فإن المسؤول الأمريكي الرفيع بيرنز سيعقد لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين لمناقشة سلسلة توصيات وضعها المبعوث الأمريكي هادي عمرو خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، وأوصى خلالها بضرورة البدء بتحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية.
ويكشف المصدر، بأن القيادة الفلسطينية بعثت برسائل مباشرة، إلى الإدارة الأمريكية مؤخرا، تشدد على ضرورة التدخل العاجل قبل الانهيار، وتطالب بضرورة التدخل الأمريكي والسماح للفلسطينيين بالقيام بمشاريع تساهم في زيادة الرفاه الاقتصادي، وتوقف كيان يهود عن القيام بخصومات كبيرة من أموال الضرائب المستحقة للسلطة.
ومن المقرر أن تستمر زيارة بيرنز ثلاثة أيام تشمل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومدير المخابرات اللواء ماجد فرج، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين الكبار.
التعليق:
إنّ هذه الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أمنيون أمريكيون وبريطانيون كبار إلى رام الله في التوقيت نفسه، تدل على أنّ السلطة الفلسطينية غارقة في مأزق سياسي وأمني واقتصادي عميق، وأنّ السلطة وكأنّها تستنجد بأمريكا وبريطانيا خشية السقوط، خاصة بعد حرب غزة التي كشفت عن قدرة حركة حماس على تمثيل الفلسطينيين أكثر من السلطة نفسها، وبعد افتضاح أمر السلطة أمام الرأي العام الفلسطيني نتيجة لممارساتها الإجرامية بحق الفلسطينيين كقتل الناشط نزار بنات، وأيضاً عقب إفشال محمود عباس إجراء الانتخابات، وفقدانه للشرعية التي لا تُستمد وفقا للأعراف الديمقراطية إلا بالانتخابات، وأخيراً بسبب تكثيف إجراءات كيان يهود الاستيطانية ضد الفلسطينيين، وتقليص المدفوعات المالية للسلطة وفقا لبنود اتفاق باريس.
لهذه الأسباب وأمثالها أوفدت أمريكا وبريطانيا رئيسي المخابرات CIA وMI6 على عجل لمعالجة أزمات السلطة التي يبدو أنّهم اعتبروها أزمات وجودية تؤثّرعلى استمرار بقاء السلطة نفسها، وعلى مقدرتها في أن تبقى واقفة على قدميها.
فالغرب مُمثلاً بأمريكا وبريطانيا ما زال يرى في بقاء السلطة مصلحة استراتيجية له ولكيان يهود على حدٍ سواء، وبما أنّه لا يملك علاجاً سياسياً آنياً لسلطة فاقدة للشرعية، قام بمعالجتها من ناحية مخابراتية، ومن هنا جاء إرسال بيرنز الأمريكي ومور البريطاني لمدها بإكسير الحياة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني