- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الديمقراطي لم يلد إلا حكاما كذابين
الخبر:
لا تزال الشرطة الإندونيسية تبحث عن صانع جدارية تشبه وجه الرئيس جوكو ويدودو المكتوب عليها "404: غير موجود" والتي تمت إزالتها من جدار في شارع بيمبانجونان الأول، قرية باتو جايا، منطقة باتو سيبر، مدينة تانجيرانج. لقد مر حوالي أسبوع منذ محوها، ولم تعثر الشرطة على صانع الجداريات. وقال رئيس شرطة باتو سيبر، السيد ديفيد بوربا، عبر رسالة نصية إلى ريبواليكا: "يجري البحث عن صانع الجداريات". (ريبواليكا، 2021/8/20).
التعليق:
لقد جرت مناقشات ساخنة حول لوحة جدارية مشابهة لوجه جوكووي على نطاق واسع لا سيما عبر وسائل التواصل منذ يوم السبت 14 آب/أغسطس 2021، وهي ليست الجدارية الوحيدة التي تم محوها، بل توجد جداريات أخرى مثل جدارية مكتوب عليها: "مجبر على أن يكون بصحة جيدة في بلد مريض" وجدارية مكتوب عليها: "يا إلهي أنا جائع"، وجدارية مكتوب عليها: "الوباء الحقيقي هو المجاعة" وغيرها...
وقد وردت ردود الأطراف العديدة على الإجراءات القمعية ضد العديد من الجداريات الفيروسية، منها جاء الرد من أ.د ستوكي (مدرس علم السياسة في الجامعة ديبونيغورو) حيث يرى أن هذه الإجراءت تظهر ازدواجية الحكام وتكشف عن نفاق الديمقراطية قائلا: "إن قمع الجهاز للجدارية لا يظهر نفاق الحكومة فحسب، حيث طلبت النقد والمحاسبة من جهة وفتحت مجالا لها، ومارست من جهة أخرى الأعمال القمعية للقائمين بها، وإنما يظهر ويفضح أيضا نفاق الديمقراطية كنظام سياسي". وجاء الرد أيضا من قبل سوجيوو تيجو (الممارس الثقافي) حيث يرى أنه إذا كان التنظيم هو سبب إزالة الجداريات، فيجب إزالة الجداريات الأخرى التي تمدح الحكومة، قائلا: "المشكلة الآن، كيف بالجداريات التي تمدح وتمجد الحكومة، فهل تم محوها أيضا؟ لو حصل ذلك فسيشعر الناس بالارتياح".
نعم، إن الديمقراطية المنافقة لم تلد إلا حكاما كذابين، وإن سيادة الشعب هي مجرد يوتوبيا، وإن تمجيد فكرة الحرية وحقوق الإنسان مجرد حلم. فالحرية هي للحكام ومن هم في دائرة السلطان، وليست للمعارضين الذين يقفون أمام الحكومة، فما بالك بالمسلمين الذين يريدون تطبيق شرع الله، فهل لهم من حرية؟ كلا! فانظروا إلى هؤلاء المدافعين عن الديمقراطية بأفواههم وهم يهتفون بحرية التعبير وتكوين الجمعيات أو التجمع، ولكن عندما عبر المسلمون عن أصواتهم من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، يتم اتهامهم بأنهم مناهضون للبانجاسيلا، وعندما أراد المسلمون أن يطيعوا أوامر الله ورسوله كافة، فإن الديمقراطية تتهمهم بالتعصب وعدم التسامح، فالديمقراطية حيلة يختلف ما في أفواه مروجيها عما في قلوبهم.
وفوق ذلك، فإن الديمقراطية غالباً ما تكون مجرد ذريعة للرأسماليين للهيمنة على اقتصاد البلد، وإن هؤلاء الحكام هم عملاء يعملون لصالح الرأسماليين. لذلك أيها المسلمون اتركوا الديمقراطية الآن، فلا يغرنكم خداع هذا النظام وزخرف حملتهم. قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أدي سوديانا