- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الظلام في مدينة الأنوار
(مترجم)
الخبر:
نظم السكان مسيرة في سوات يوم الثلاثاء احتجاجا على القتل الوحشي لـ14 شخصا من بينهم نساء وأطفال ينتمون إلى خوازخيلا تحسيل في كراتشي يوم 14 آب/أغسطس. وقع الحادث عندما هاجم مجهولون حافلة صغيرة بقنبلة يدوية. وكانت السيارة تقل نحو 20 فردا من عائلة خرجوا للمشاركة في حفل زفاف. (الفجر الباكستانية)
التعليق:
بحسب شرطة السند، فإن العدد الإجمالي للجرائم المبلغ عنها في محافظة السند، في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى 21 حزيران/يونيو 2021 هو 65829، وهو ما يزيد بـ18662 عن المسح السابق لعام 2020، وهذه هي الحالات التي تم الإبلاغ عنها فقط. كراتشي ليست أكبر مدينة في السند فحسب ولكن في باكستان بأكملها. فيما مضى كان يُطلق على كراتشي اسم "عروس البلد"، و"روشنيون كاشهر" أو مدينة الأضواء، عاصمة باكستان والمكان الذي نزل فيه معظم المهاجرين من الهند. إنها أكبر نقطة تمركز للفرص التي تجذب الناس من أقصى أنحاء باكستان، مما يجعلها خليطاً من الأعراق والطبقات والطوائف وحتى الجنسيات. على مدى العقود القليلة الماضية، شهدت كراتشي عنفاً بشعاً، بما في ذلك القتل المستهدف والعنف السياسي والعرقي والطائفي بالإضافة إلى أعمال الإرهاب.
تتمتع كراتشي بتاريخ طويل من التقلبات الناجمة عن الصراع الطائفي والعرقي والسياسي. وتسببت الأحزاب السياسية التي تقاتل من أجل السيطرة على المدينة لتحقيق مكاسب شخصية في إلحاق أضرار جسيمة بالمدينة. لقد فقد آلاف الأشخاص حياتهم في أعمال العنف ولا يوجد إحصاء لمن تعرضوا للسرقة علانية. وقُتل العديد من المشاهير، السياسيين وغير السياسيين، لعدم موافقتهم على نوع من الخضوع، مالياً أو أيديولوجياً. وبطريقة ما تحول الوضع إلى نزاع وانتقام إلى الحد الذي أصبحت فيه الشرطة جزءاً من ذلك وتم اختيار الأشخاص وتعذيبهم وحتى قتلهم دون أن تثبت إدانتهم. إن مقتل مير مرتضى بوتو، شقيق رئيسة الوزراء آنذاك بينظير بوتو، على يد مسؤولي الشرطة هو أبرز مثال على عمليات القتل خارج نطاق القضاء هذه.
إن سبب ارتفاع معدلات الجريمة ليس هو الأعراق أو الطوائف، ولكن الفوضى في السند، والتي هي أكثر قليلاً من البنجاب أو خيبر بختونخوا، ولكنها قابلة للمقارنة ببلوشستان. في هذا القتل المستهدف الأخير كان معظم القتلى من النساء والأطفال العائدين من حفل زفاف وليس لدى الشرطة أي دليل حول سبب الجريمة. يذكرنا هذا أيضاً بالحادثة التي وقعت منذ أكثر من 14 عاماً في كراتشي، حيث قُتل 50 شخصاً، لكن القضية لا تزال دون حل. لم تكن كراتشي قادرة على تحقيق الاستقرار، خاصة بعد نقل العاصمة إلى إسلام أباد. في وقت لاحق، لعب ذو الفقار علي بوتو بطاقة السند التي أحدثت شرخاً بين المهاجرين والسند المحليين. لذلك تحولت المدينة التي كانت مركزاً صناعياً إلى مدينة انفجارات وقتل وسرقة. نظراً لأن المدينة كان يحكمها حزب سياسي مختلف عن الحكومة المركزية، لذلك كانت هناك دائماً لعبة إلقاء اللوم المستمرة على معاناة الشعب السندي.
لا يمكن إصلاح حياة وأصول شعب السند والمناطق الإسلامية الأخرى إلا من خلال تطبيق الإسلام ككل. سيعلم الشباب الفرق بين الصواب والخطأ، ونظام العدالة الإسلامية الحقيقي وتطبيق الحدود سيؤدي إلى انخفاض سريع في معدل الجريمة. وسيحرص النظام الحاكم على عدم حرمان أي منطقة إسلامية تفتقر إلى مصدر الحاجة منها. يعاني أهل كراتشي من المياه أيضاً، وهناك مافيا مائية كاملة تعمل بالتعاون مع السلطات الحالية. حيث يجب على الناس أن يدفعوا مقابل كل قطرة ماء. في ظل النظام الاجتماعي الإسلامي، سيتم تعزيز جمال هذه الأعراق المتعددة التي تعيش معاً وستكون مثالاً على الوحدة والمساواة. نحن كمسلمين لدينا مثال على معاملة الأنصار لمهاجري مكة. الشيء الوحيد الذي جعل أهل مكة يتركون أرضهم هو الإسلام، والشيء الوحيد الذي جعل أهل المدينة يرضون بهم بسعادة هو الإسلام أيضاً. لذا فإن العنصر المطلوب لوحدة المسلمين وازدهارهم هو تطبيق الإسلام.ط
مع تطبيق الإسلام، لن تحوّل الدولة أهلها إلى ملائكة، لكنها ستحرص على بقائهم بشراً. قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ وَالٍ إِلاَّ وَلَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبِطَانَةٌ لاَ تَأْلُوهُ خَبَالاً فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ وَهُوَ مِنَ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا» (سنن النسائي)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان