الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أردوغان يدّعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يرتكب أكبر المنكرات!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أردوغان يدّعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يرتكب أكبر المنكرات!!

 

 

 

الخبر:

 

دعا الرئيس التركي أردوغان في رسالة إلى الجمعية العمومية الرابعة لمنتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي قائلا: "على المسلمين أن يتحملوا المسؤولية بعد الآن من أجل أمنهم ورفاههم بجانب أمن واستقرار البشرية جمعاء". وقال "إن المسلمين يعانون من الصراع والهجرة والفقر والأمراض في مناطق واسعة يصارعون أيضا العداء المتزايد للإسلام في الغرب". ودعا "المسلمين إلى رفع أصواتهم أكثر ضد المظالم التي يشهدونها" وقال "لا يكاد يوم يمر إلا ونسمع نبأ تعرض مسلم أو مسلمة للمضايقة والتمييز بسبب عقيدته وحجابه ولباسه في دول يفترض أنها مهد للديمقراطية" وقال: "لا يمكن لأحد منا أن يظل متفرجا على المظالم التي تحدث في العالم لأننا أشخاص كلفنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ودعا إلى "تعزيز روابط الأخوة بين المسلمين ونبذ الفتنة التي يعمل المستعمرون على إشعالها بين المسلمين وشدد على وجوب ألا يحيد المسلمون عن النضال من أجل الحقوق والعدالة والقانون والشرعية" (الأناضول 2021/8/25)

 

التعليق:

 

إن كلام أردوغان يناقض أفعاله وما ينفذه ويعمل على تنفيذه ويدعو له، فهو يبعث برسائل كاذبة لخداع البسطاء والسذج من الناس. فيجب أن يحكم الإنسان على أفعاله لا على أقواله كما طالب هو الآخرين بذلك حيث خاطب حركة طالبان قائلا: "خطوات طالبان وأفعالها لا أقوالها هي ما سيحدد شكل المرحلة القادمة". وقد طالبها كما طالبها الغرب الكافر بتشكيل حكومة تجمع كافة شرائح المجتمع من كفار وحثالات وعملاء علمانيين. واتفق مع أمريكا على البقاء في أفغانستان ليؤمن لها مصالحها، ولكن طالبان رفضته. نعم إن الأفعال هي التي تبين صدق وكذب ما يقوله الرجل أو الحركة.

 

يدّعي أردوغان أنه يدعو إلى الأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو قائم على تنفيذ أكبر المنكرات من علمانية كافرة وديمقراطية فاسقة وحريات فاجرة، ويطبق دستورا قائما على هذه الأسس التي أشاعت الفاحشة وكل محرم في تركيا، ويمنع كل من يدعو إلى المعروف وينهى عن المنكر، فيسجن من يدعو إلى تطبيق الإسلام وإلى الخلافة ومن يعترض على قوانين الدولة العلمانية ويتصدى للحريات التي تسمح للشخص أن يمارس كل أنواع الرذيلة والفسوق والسفور والفجور ويتعاطى المسكرات ويفعل ما يشاء! بل هو امتدح العلمانية في أكثر من مناسبة واعتبرها أفضل نظام، وعندما قال رئيس البرلمان التركي السابق إسماعيل قهرمان إنه يجب أن يستند الدستور إلى دين الشعب المسلم، اعترض عليه أردوغان، واعتبر ذلك التصريح أنه شخصي ولا يعبر عنه ولا عن حزبه وحكومته، وذكّر بأنه دعا أهل مصر لتطبيق العلمانية عند زيارته لها عام 2011 وأنه أقنع جماعة الإخوان المسلمين في مصر بتطبيق العلمانية، وأنه أقنع مرشدها بذلك عندما اعترض عليه.

 

فينطبق عليه قول الله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾. بل ينطبق عليه قوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.

 

وأما نصرة المسلمين فلا تكون بالكلام فحسب بل بالأفعال، فقد اعترض على رئيس فرنسا ماكرون في مسألة الرسوم المسيئة للرسول الكريم ﷺ، ومن ثم صالحه ولم يغير ماكرون موقفه، بل زاد من إجراءاته التعسفية ضد المسلمين بقانون حماية الجمهورية وإرغام المسلمين على اعتناق مبادئها، وبقي أردوغان معه في حلف الناتو الصليبي يقدم الخدمات للغرب، وأظهر إصراره على دخول الاتحاد الأوروبي القائم على قواعد وقوانين الكفر.

 

واعترض على كيان يهود في ظلم واضطهاد أهل فلسطين وأعلن أنه سينصرهم، وكانت الأفعال عكس ذلك. بل إنه أكد دعمه لكيان يهود فقد تحدث يوم 2021/7/12 هاتفيا مع رئيس كيان يهود يتسحاق هرتسوغ وهنأه على تسلمه رئاسة الكيان يوم 2021/7/7. وبعث برسالة صداقة وتعاون مع رئيس كيان العدو. وأكد أردوغان في مكالمته على أهمية العلاقات بين تركيا وكيان لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وعبر عن إمكانية التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة على رأسها الطاقة والسياحة والتكنولوجيا. ونشر أردوغان أخبار تلك المكالمة مع رئيس كيان يهود المغتصب لفلسطين على حسابه في موقع تويتر قائلا: "تحدثت اليوم هاتفيا مع رئيس دولة (إسرائيل) يتسحاق هرتسوغ، وتناولنا في المحادثة العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة. وأكدنا على إمكانية التعاون على مستوى عال بين البلدين في مجالات كثيرة. ورغم اختلاف وجهات النظر بيننا إلا أننا نولي أهمية كبيرة لاستدامة الحوار والاتصالات مع (إسرائيل)، ونعتقد أنه في حالة التقدم بخطوات إيجابية في النزاع الفلسطيني (الإسرائيلي) فإن ذلك سيساعد على سير علاقاتنا بشكل إيجابي". ودعا إلى تطبيق حل الدولتين، وهو الإقرار باغتصاب يهود لمساحة نحو 80% من فلسطين.

 

وقد علق معلقون يهود على تصريحات أردوغان التي ينتقد فيها أحيانا كيان يهود فقال أحدهم إن هذه التصريحات هي للاستهلاك الداخلي في تركيا، أي لخداع الناس، ولكن الأفعال أن أردوغان يعزز علاقاته التجارية مع كيان يهود ويضاعفها.

 

وهناك أقواله بالنسبة لأهل سوريا بأنه سينصرهم وأنه لن يسمح بحماة ثانية! ولكن الأفعال كانت تآمرا ومكرا عظيما لتزول منه الجبال على أهل سوريا متعاونا مع روسيا التي ضربت وما زالت تضرب أهل سوريا وثورتهم وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم وتقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخم وشبابهم، وحشر الثوار في إدلب وجعلهم خداما له ولروسيا، فنفذ مشاريع أمريكا بحماية النظام وسحق أهل سوريا المسحوقين على أيدي آل الأسد وأتباعهم منذ خمسين عاما.

 

وإذا أردنا أن نذكر بأقواله ومناقضته لها بالأفعال على مدى عقدين من الزمان، بل من قبل وهو مسؤول في حزبه السابق الذي كان يرأسه معلمه أربكان، فستمتلئ صفحات. هذا هو أردوغان؛ أقواله لا تنطبق على أفعاله فيما يتعلق بنصرة الإسلام والمسلمين، بل إن أقواله وأفعاله متطابقة فيما يتعلق بتطبيق الكفر وخدمة مشاريع الكافرين المستعمرين. وينطبق عليه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالسبت, 28 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع