الإثنين، 02 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تخلى رئيس الوزراء عن منصبه، فهل سيكون هناك تغيير؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تخلى رئيس الوزراء عن منصبه، فهل سيكون هناك تغيير؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في الشهر الماضي، واجه رئيس الوزراء الثامن لماليزيا، تان سري محيي الدين ياسين، ضغوطاً متزايدة للتنحي بعد أن سحب سياسيون من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة - أكبر حزب في الائتلاف الحاكم (التحالف الوطني) - الدعم. واعترف رئيس الوزراء لاحقاً بأنه لا يتمتع بأغلبية وحاول استمالة المعارضة من خلال الوعد بإصلاحات سياسية وانتخابية، ولكن فشلت المحاولة، وفي 16 آب/أغسطس 2021 تخلى محيي الدين عن منصبه، وتم تعيين نائب رئيس الوزراء آنذاك، داتوك سيري إسماعيل صبري يعقوب، رئيس الوزراء التاسع الجديد لماليزيا في 20 آب/أغسطس 2021. ولم يقم رئيس الوزراء بعد بتعيين أعضاء وزرائه.

 

التعليق:

 

لا أحد ينكر رغبة الماليزيين في التغيير، وقد تجلى ذلك، خاصة خلال السنوات العشر الماضية. منذ الاستقلال، تناوبت ماليزيا على ستة رؤساء وزراء جاؤوا من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة ومع ذلك، في الانتخابات العامة الأخيرة، انتهى الحكم الطويل لائتلاف المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة-الجبهة الوطنية، الذي كان غارقاً بالفساد وإساءة استخدام السلطة. وقرر الناس أنهم قد اكتفوا من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة وقرروا رفض أكبر تحالف سياسي في البلاد.

 

إن هزيمة تحالف المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة-الجبهة الوطنية بعد 61 عاماً من حكم البلاد هي نتيجة موجة من الأشخاص الذين يرغبون في التغيير، وهذه الموجة كبيرة جداً لدرجة أنها نحتت تاريخها السياسي الخاص. تولى تحالف الأمل رئاسة الحكومة من الجبهة الوطنية الماليزية التي يهيمن عليها حزب الجبهة الوطنية مع تون دكتور مهاتير محمد بصفته رئيس الوزراء الماليزي السابع. وكان الدكتور مهاتير في الماضي، رابع رئيس وزراء لماليزيا لمدة 22 عاماً.. في ظل المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة أصبح مهاتير، الذي كان يطلق عليه "الفرعون"، أمل الماليزيين الذين يتطلعون إلى التغيير. التغيير المتوقع الذي يرغب فيه الناس يثبت أنه حلم آخر. عمل مهاتير في ظل حزب سياسي جديد تماماً، بيرساتو (حزب سكان ماليزيا الأصليين المتحدين)، ووعد بحكومة نظيفة، ولكن نظراً لكونه عضواً مخضرماً في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، فإن أسلوبه في الحكم جعل الماليزيين يشعرون بالإحباط والمرارة. على الرغم من أن حزب عدالة الشعب وحزب العمل الديمقراطي الليبراليين يشكلان أكثر من نصف ائتلاف تحالف الأمل، إلا أن بيرساتو تحول، بشكل محبط، إلى المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة الأخرى.

 

لم يشهد شعب ماليزيا بشكل عام سوى القليل من التغيير. بالنسبة للمفكر المستنير، ليس هذا أمرا غير متوقع. فكيف يمكن أن يكون هناك تغيير عندما يتغير القبطان فقط ولكن السفينة هي ذاتها تماماً؟! إن نظام الحكم رأسمالي بلا شك، وإطار التفكير علماني بلا شك، والأسلوب هو مزيج من الليبرالية - المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة. بعد ذلك، ونتيجة للمؤامرة السياسية، انهارت حكومة تحالف الأمل بطريقة غير ديمقراطية على ما يبدو، ولكن في الواقع، يبررها النظام الديمقراطي. ظل بيرساتو هو الحزب الحاكم مع عودة المنظمة الوطنية للملايو المتحدين إلى السلطة، وتمكن الحزب الإسلامي الماليزي من وضع قدمه في بوتراجايا لأول مرة. بالنسبة للمسلمين، فإن صعود الحزب الإسلامي الماليزي يضع أملاً آخر في إحداث تغيير حقيقي. لقد ظل الحزب الإسلامي الماليزي يكافح منذ عقود لتطبيق الإسلام، والآن هم موجودون بالفعل في بوتراجايا. ومع ذلك، ومن جديد، يشعر المتفائلون بخيبة أمل، لأنه لم يتغير شيء، بل في الواقع أصبح الوضع أكثر سوءا! والآن، مع رئيس الوزراء الجديد، هل سيحدث تغيير حقيقي؟

 

للإجابة على هذا السؤال، من الضروري أن يفهم المرء ما الذي يشكل تغييراً حقيقياً.

 

يمكن أن يحدث التغيير الحقيقي فقط عندما يخضع أساس الدولة ونظامها ودستورها وقوانينها لتغيير جوهري. ما كان يحدث في ماليزيا، التغيير الذي يتوقعه المرشحون، ليس في الحقيقة أكثر من تغيير في واجهة الحكم. حيث يتغير القادة، وقد تتغير الأساليب، لكن النظام والدستور والقوانين تظل كما هي! أيا من كان في السلطة، حتى لو كان حزبا إسلاميا، فسيتمسك بالنظام والدستور والقوانين نفسها. وبالتالي، فإن السفينة المتضررة التي عفا عليها الزمن لن تحدث أي تغيير في رفاهية ركابها، بغض النظر عن مدى مهارة القبطان. حتى لو تغير القباطنة، لا يمكن أن يحدث أي تغيير حقيقي، في الواقع، ستستمر السفينة الغارقة بالفعل في الغرق، مما يعرض ركابها للخطر. ما نحتاجه هو سفينة جديدة صلبة وفعالة وكفؤة. لن يحدث قبطان جديد لسفينة ماليزيا تغييراً حقيقياً. قد يكون القبطان قادراً على توجيه السفينة القديمة بعيداً عن الأخطار مؤقتاً، ولكن دون تغيير حقيقي، سيكون مصيرها الغرق. ولا يمكن أن يحدث التغيير الحقيقي إلا عندما يحل الإسلام المبني على كتاب الله وسنة رسوله محل النظام والدستور والقوانين الحالية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالأحد, 29 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع