- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
طريق ثالث في تونس
الخبر:
وسط إجراءات أمنية لافتة، تظاهر المئات من الأشخاص في العاصمة التونسية ضد التدابير الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية استجابة لدعوة نشطاء وسياسيين ونواب بالبرلمان المجمد نشاطه. فيما تجمع قبالتهم عشرات من النشطاء المؤيدين لقيس سعيّد طالبوا بحل البرلمان، ورددوا شعارات ضد حزب النهضة وزعيمه راشد الغنوشي رئيس البرلمان. وقال الخبير في القانون الدستوري والناشط اليساري جوهر بن مبارك لوكالة الأنباء الفرنسية إن هدف التظاهرة إظهار أن هناك "تونسيين يرفضون الانقلاب والإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيّد". (فرانس 24)
التعليق:
حين أعلن الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز/يوليو "تدابير استثنائية" أقال بموجبها رئيس الوزراء هشام المشيشي وعلق أعمال البرلمان لمدة شهر ومددها في 24 آب/أغسطس "حتى إشعار آخر"، خرج جمع من الناس مرحبين بهذا التجميد لعمل أعضاء البرلمان لأنهم ضاقوا بهم ذرعا ولأن غالبية الناس أصبحت تعلم أن هذا الوسط السياسي متعفن ولا يأمل منهم خيرا.
وكما ظن بعض الناس أن الرئيس قيس سعيد سيقدم بدائل حقيقية تخرج البلاد من الأزمات التي تعيشها وستقضي على الفساد الشائع، ولكن إلى يومنا هذا لم يتقدم الرئيس ولو بخطوة لتحقيق ما انتظره الناس، والحال أن وضع البلد يزداد انهيارا، وهذا ما يفسر بداية التحركات من أجل رفض الإجراءات التي قام بها، فقد وجد الوسط السياسي الفاسد مجالا وسببا لدعوة الناس للتحرك ضد سياسة قيس سعيد.
إنّ الرجوع عن الإجراءات الاستثنائية طريق خاطئ وإن المواصلة في التجميد وتغيير نظام الحكم واستبدال نظام رئاسي به هو طريق خاطئ أيضا، ويجب أن ينتبه الناس لكي لا يضعوا أنفسهم بين ثنائية خاطئة، إذ لا يجب الاختيار بين السيئ والأسوأ، بل يجب البحث عن الطريق الصواب والطريق الحق، الطريق الثالث، الذي باتباعه نقلع الفساد من جذوره، ونستعيد عزتنا ومجدنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نذير بن صالح – ولاية تونس