- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جماعة الحوثي تستغل المناسبات الدينية لأغراض سياسية
الخبر:
في ذكرى المولد النبوي الشريف ازدحام بشري في شوارع اليمن في صنعاء وذمار وصعدة وعمران وحجة أما في مدينة تعز فقد تجمعوا في شارع المطار الرئيسي الممتد من مفرق ماوية إلى بوابة مطار تعز الدولي، وتجمّع الحضور من مختلف مناطق محافظة تعز الشرقية تحت سيطرة الحوثي وذلك لحضور الاحتفال بمولد الرسول ﷺ.
التعليق:
إن هبة أهل اليمن بهذه المناسبة العظيمة ليست حباً بجماعة الحوثي كما يتصور البعض، بل دافع هذه الهبة هو حبهم لرسول الله ﷺ ولرسالته الخالدة، ولكن هذه الجموع ينقصها الوعي الصحيح على هذه الرسالة والغرض الذي جاءت لأجله، ولكن جماعة الحوثي تستغل هذه المناسبة العظيمة وأيضا تستغل هذه الجموع لتحقيق مآربها خدمة للغرب الكافر المستعمر.
فكيف يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف ويزعمون حبه واتباعه ﷺ، وهم يتحاكمون ويحتكمون لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة؟! وكيف يجتمع حبّ النبي ﷺ وتطبيق النظام الجمهوري العلماني المنبثق من العقيدة العلمانية (فصل الدين عن الدولة)؟! إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً﴾. وقال جل ثناؤه: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.
إن المتتبع لما جرى ويجري في شمال اليمن منذ تحركت عاصفة الحزم تحت مسمى دعم الشرعية في اليمن يرى التفاف الشعب المسكين المغلوب على أمره حول من تصدر الموقف لرد العدوان وهم جماعة الحوثي وهذا الالتفاف التفاف بالأبدان دون القلوب.
فقد جرعت جماعة الحوثي أهل اليمن ويلات الأزمات من غلاء في المعيشة وارتفاع الأسعار وانعدام الأمن وفرض الإتاوات عليهم بالقوة وظلم في المحاكم تتفطر له القلوب وتدمع العيون، ويشهد بذلك كل المحتفلين والأبواق للأسف، غير الكثير ممن حضر ليس عن قناعة كاملة بل خوف من قهر الحوثيين وبطشهم، وفي هذا اليوم الذي يعاني فيه أهل اليمن أشد الأزمات يدعوهم الحوثي لحضور الاحتفال والمشاركة في تكثير السواد، والحوثيون يريدون إيصال رسالة للعالم وينقلون الصورة لأسيادهم الكفار بأنهم أصبحوا رقما لا يستهان به.
إلى متى سيبقى اليمن وأهله يجهلون ما يراد لهم حاضراً ومستقبلا؟! فهل الحوثيون الذين يستغلون هذه المناسبات الدينية لديهم مشروع إسلامي يريدون تطبيقه على المسلمين، أم أنهم عملاء من الدرجة الأولى لأمريكا تحركهم أداتها شرطي المنطقة إيران كيف تشاء لإيجاد نفوذ لسيدتها أمريكا في اليمن؟
إن أقل ما يجب على أهل اليمن معرفته هو أن هذه الجماعة وغيرها كنظام الهالك صالح وهادي المأسور المهزول ما هم إلا دمى للكفار المستعمرين لتثبيت أنظمة الكفر الرأسمالي الذي يعاني العالم بأسره من فساده.
ألم يعلم أهل اليمن أن الإسلام كفيل بحل مشاكلهم الحاضرة والمستقبلية وذلك عندما يطبق مشروع ودستور الإسلام العظيم المتبنى من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ والذي أعده حزب التحرير؟ ففيه عز الدنيا والآخرة، فإلى العمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة مصداقاً لقول الرسول ﷺ عقب الحكم الجبري: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ندعوكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد العبدلي – ولاية اليمن