الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ينعدم الأمان في ظل الرأسمالية حتى للقاصرين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ينعدم الأمان في ظل الرأسمالية حتى للقاصرين

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أصدرت وزارة الشؤون الداخلية في تنزانيا إحصاءات جديدة حول إساءة معاملة الأطفال في البلاد من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر 2021. ووفقاً للوزارة، فقد تعرض ما مجموعه 6168 طفلاً للإيذاء، من بينهم 3524 تعرضوا للاغتصاب.

 

التعليق:

 

البيانات المذكورة أعلاه هي بيانات رسمية ومُبلّغ عنها، ومن المحتمل جداً أن يكون الواقع على الأرض أسوأ من ذلك. وفقاً لمركز تنزانيا للقانون وحقوق الإنسان في عام 2017، تم اغتصاب 12 طفلاً. وزادت النسبة بشكل كبير في 2018 حيث تم اغتصاب 533 طفلا. بعد ثلاث سنوات فقط، أي في عام 2021، تم اغتصاب 3523 طفلاً وفقاً للبيانات الحالية من وزارة الداخلية.

 

هذه إحصائيات مقلقة ومفجعة للقلب بالإضافة إلى فشل النظام السياسي الديمقراطي في توفير حلول جذرية لمشاكل المجتمع بما في ذلك الاغتصاب. يظهر هذا كواقع مرير لمفهوم الحرية الفردية الرأسمالي الذي يشجع على إشباع الغريزة الجنسية بأي وسيلة مع تجاهل آثارها على الآخرين.

 

لقد فشل النظام الرأسمالي تماماً أمام الإنسانية في توفير حل عادل وشامل لكيفية إشباع الحاجات العضوية والغرائز للإنسان التي تعتبر من الأمور الحاسمة في الحياة.

 

إن الحاجات العضوية بما في ذلك الغذاء والماء وجميع الأمور الضرورية لبقاء الإنسان تحتاج إلى نظام وسياسات اقتصادية مناسبة لضمان التوزيع العادل لتجنب معاناة الإنسان.

 

كما ويجب أيضاً إشباع الغرائز الأخرى كغريزة النوع التي تدفع إلى الميل الجنسي لتجنب الانزعاج والقلق عندما تُترك غير مشبعة، ولكن في ظل نظام اجتماعي عادل لا يتسبب في أي ضرر للآخرين مع توفير الحماية الكاملة وخاصة للأشخاص المستضعفين مثل القاصرين.

 

لا تثور الغريزة الجنسية إلا عندما يواجه الشخص مثيراً جنسياً، حتى لو كان من خيال ذلك الشخص. لذلك، فإن فشل الأيديولوجية الرأسمالية في وقف انتشار الحوافز والمثيرات الجنسية مثل المواد الإباحية والموسيقى والأفلام التي تحتوي على مثيرات جنسية وما إلى ذلك داخل المجتمع وتحديدها على أنها حرية شخصية في نطاق حقوق الإنسان سيؤدي دائماً إلى إثارة مظاهر الغريزة الجنسية التي لا يمكن السيطرة عليها والتي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع ما يؤدي إلى زيادة حالات الإساءة للأطفال.

 

بعبارة أخرى، من المستحيل تجنب الاغتصاب والعنف الجنسي في مجتمع قائم على الرأسمالية حيث تمشي المرأة عارية أو شبه عارية تحت قانون الحريات، ويُسمح قانونياً بالدعارة كما وتنتشر الإعلانات التجارية ذات المثيرات الجنسية.

 

علاوة على ذلك، فإن الأيديولوجية الرأسمالية الفاسدة لن تنجح أبداً في جعل الناس يشبعون الاحتياجات المذكورة أعلاه بشكل صحيح دون الإضرار بالآخرين حيث إن إحصاءات إساءة معاملة الأطفال والعنف الجنسي تتزايد يوماً بعد يوم، لأن هذه الأيديولوجيات بنيت على المصالح والمنافع التي تتجاهل تدمير المجتمع، كما أنها في الأساس خالية من القيم الروحية.

 

من ناحية أخرى، يخضع النظام القانوني الرأسمالي وكذلك تطبيقه للعدالة، يخضع للعديد من العيوب بما في ذلك السبل القانونية وثقافة الرشوة الراسخة، ما يجعل المغتصبين ومرتكبي العنف الجنسي وغيرهم من المجرمين يفلتون من العقاب بسهولة، ويُحتجز بعضهم لفترات قصيرة ثم يتم إطلاق سراحهم. هذا النوع من التقاعس عن العمل يجعل بعض الناجين يترددون في الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث.

 

يتمتع النظام الاجتماعي الإسلامي في ظل دولة الخلافة بالقدرة على حل جميع أشكال إساءة معاملة الأطفال سواء أكانت اغتصاباً أو غيره. يسعى الإسلام إلى خلق المحبة والطاعة بين الوالدين والمجتمع والأطفال من خلال أحكامه التي ربطت دائماً بين أفعال الإنسان والحياة الآخرة. لطالما خلق هذا الأمر الخوف بين المسلمين واقتلع مشكلة الاعتداء على الأطفال من جذورها، حيث سيواجه الجاني عقاباً مناسباً في ظل نظام قضائي إسلامي قوي.

 

كما يسعى الإسلام إلى وقف كل المثيرات الخارجية العامة للغريزة الجنسية. حيث إن الإسلام لا يسمح أبداً بعرض المواد الإباحية واللوحات الإعلانية التي تحتوي على عري أو على أطفال عراة.

 

يعمل النظام التربوي والإعلام داخل المجتمع الإسلامي على غرس المفاهيم الصحيحة عن غرائز الإنسان واحتياجاته. ومن ثم، في المجتمع الإسلامي، سيُنظر إلى الأطفال وموضوع احترامهم وتكريمهم وحمايتهم باعتبارها مسألة حياة أو موت. يسعى الإسلام إلى تقليل عدد الفرص التي يمكن أن يربك فيها الشخص الفاسد الطفل. وهكذا يصر الإسلام على المباعدة في المضاجع، والفصل بين الكبار والصغار، وبين الأطفال أنفسهم.

 

في الختام، بالإضافة لواجبنا في حماية الأطفال من جميع أنواع الانتهاكات، وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم والإبلاغ عن أعمال أو محاولات الإساءة، فقد حان الوقت الآن للعمل الجاد من أجل حل جذري لإزالة الفكر الرأسمالي الشيطاني الفاشل واستبدال دولة الخلافة الراشدة الإسلامية به، والتي ستعمل لإنقاذ البشرية من كل الكوارث والبؤس بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

 

آخر تعديل علىالأحد, 19 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع