- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كازاخستان … النارُ فوقَ الرماد
الخبر:
الشعب في كازاخستان يثور على حكامه وارتباطاتهم.
التعليق:
يقول خبير آسيا الوسطى الموالي للكرملين يوري كروبنوف معلقا على ما تشهده كازاخستان من أحداث "اليوم واليوم فقط يمكن القول إن الاتحاد السوفيتي لفظ أنفاسه الأخيرة".
هذا ما نقلته عنه صحيفة "ديلي بيست Daily Beast" الأمريكية في تقرير لمراسلتها بموسكو آنا نيمتسوفا اختارت له العنوان "والآن أصبح كابوس بوتين حقيقة رغم أنفه".
تأتي أحداث كازاخستان - وبعيداً عن التحليل السياسي - لتؤكد على حقائق تُبذلُ جهودٌ مُضنِيَةٌ لإخفائها والتضليل حولها من جهةٍ، ولِتَعْصِفَ بأوهامٍ داعبَت أحلامَ حكام موسكو من جهةٍ أخرى.
أما الحقائقُ التي تؤكدها هذه الأحداث فهي كثيرةٌ ومنها، أن الأمة كلها في حالة غليانٍ مستمر، وتنتقلُ تداعياتُ حالةِ الغليانِ تلك بين حين وآخر من بلدٍ الى بلدٍ، لتؤكدَ أن الأمة قد خرجت من القمقم وتمرّدت على الواقع المفروض عليها وتتحسس طريقها للخلاص والانعتاق.
والحقيقةُ الثانية، أن الرسالة الدموية التخويفيّة، التي أرسلها النظام الدولي إلى الأمة عبر البطش الذي مارسه مباشرةً أو عبر أدواته من الحكام، كما حصل في سوريا وليبيا ومصر وغيرها، لم تحقق له غايته في ردع الشعوب عن الحركةِ والانتفاض والعمل على التغيير.
والحقيقة الثالثة، أن الأمة بالمجمل قد أصبح عندها الكثير من الوعي على واقعها الداخلي وارتباطاته الخارجية، وقطعاً فإن ذلك الوعي سيدفعها للتخلص من هذا الواقع عبر تحركاتٍ هنا وهناك، إلى أن تصل يوماً إلى مبتغاها.
والحقيقةُ الرابعة، أن حكام المسلمين بخياناتهم وارتباطاتهم وفسادهم وتمكين الأعداء من نهب ثروات بلادهم، أعجز عن أن يحلّوا حتى قضايا الناس المعيشية، ناهيك عن قضاياهم الكبرى.
ولو أردنا تعداد المزيد من الحقائق لطالَ بنا المقام...
أما أوهامُ حكام موسكو التي عصفت بها حركةُ الشعب، فأعظمها تلك الأوهام التي تعشعش في رأس بوتين ومن معه، فهو وهم بإعادة مجد الإمبراطورية الروسية.
يعلمُ حكام الكرملين أن إعادة مجد موسكو لا يكون إلا على أشلاء بلاد المسلمين في آسيا الوسطى وعلى بقاء استعباد المسلمين فيها، فجاءت حركة أهل كازاخستان هذه وتحركات المسلمين في غيرها من البلاد المجاورة لتعصف بتلك الأحلام.
وظن الروس أنهم قد يستطيعون محوَ ذاكرة المسلمين في تلك البلاد، التي استعبدوها عبر إمبراطوريتهم أو شيوعيتهم لقرون من الزمن، وأذاقوا فيها المسلمين كل صنوف الويل من القتل والتهجير والاضطهاد والإذلال والحرب على الإسلام فتأتي ثوراتُ هذه الشعوب المتلاحقة، لتعصفَ بتلك الأحلام والأوهام.
لقد رضع المسلمون في تلك البلاد مع حليب أمهاتهم، ولاءهم للإسلام وحبه والاعتزاز به من جهة، وكرههم لأعدائهم التاريخيين الروس من جهةٍ أخرى.
وستبقى الأمةُ في حالة غليان متنقِّلٍ إلى أن تصل إلى برِّ الأمان، بالتخلصِ من هيمنةِ أعدائها والعودة إلى شريعةِ ربها وجمع شملها بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح