- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
شباب فلسطين بين مطرقة الفقر والبطالة وسندان المخاطرة والملاحقة والاحتجاز!
الخبر:
قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية تتابع أوضاع المواطنين الذين يتم احتجازهم في مراكز مختلفة بسبب قضايا تتعلق بالهجرة من تركيا إلى الدول الأوروبية، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى السفارة فإن هناك ما يُقارب من 150 مواطناً محتجزين وموزعين على أكثر من مركز في عموم الجمهورية التركية.
وأكد المستشار السياسي لوزير الخارجية السفير أحمد الديك، أن الوزارة تتابع باهتمام كبير هذه القضية المأساوية الشائكة، وتستمع الوزارة وتتابع باهتمام عديد المناشدات والنداءات والتسجيلات التي يطلقها عدد من أبناء شعبنا المحتجزين أو ذويهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وجدد الديك مناشدته للمواطنين بضرورة عدم المغامرة بحياتهم بأساليب الهجرة غير القانونية، والحذر من العصابات التي تُلقي بهم في المحيطات والبحار وتعرض حياتهم لمخاطر حقيقية، إضافة لعمليات الابتزاز البشعة التي يتعرضون لها.(وكالة معا 2022/1/25)
التعليق:
بعيداً عن مصطلحات الدولة والسفير في الخبر فلا دولة على جزء من فلسطين وإنما سلطة أقل من سلطة حكم ذاتي، بعيداً عن ذلك فإن الخبر يسلط الضوء على مأساة مؤلمة لمن يهاجر من فلسطين هرباً من الفقر والجوع والبطالة ويخاطر بحياته بحثاً عن لقمة العيش التي يظنها في بلاد الغرب الرأسمالي الذي إن أراد المهاجرين لتشغيل اقتصاده فتح الحدود لهم وإن اكتفى جعلهم يغرقون أو يموتون من البرد والجوع كما حصل على حدود بولندا وبيلاروسيا مؤخراً، أو يسلمهم لتركيا كما هو في الخبر أعلاه، فلا إنسانية عند الغرب وإنما مصالح وحسابات مادية فقط.
إن النظام التركي الذي الأصل أنه يحكم بلاداً إسلامية كانت ملاذاً للمسلمين على مدار قرون عديدة، بدل أن يكون ملاذاً للمسلمين ولأهل فلسطين فإنه يحتجز من يسميهم بمهاجرين غير شرعيين أو من تسلمهم له أوروبا وكأنهم مجرمون ومهربو مخدرات! ولو قام بدوره الشرعي بالتحرك لتحرير فلسطين ما اضطر أهلها لتركها، ولكن آنى له ذلك وهو الذي تآمر على أهل الشام وضيعهم وغدر بهم وكان يستخدم المهاجرين منهم ورقة مساومة مع الاتحاد الاوروبي؟!
إن السلطة تتباكى على هؤلاء المهاجرين وتتغافل أنها بسياسة الضرائب والجباية والمحسوبية والفساد والاتفاقيات السياسية مع كيان يهود مثل اتفاقية أوسلو وباريس الاقتصادية وغيرها، قد تسببت في هذه الأوضاع المأساوية من البطالة والفقر التي تدفع الشباب للهجرة والمخاطرة بحياتهم هرباً من ظروف الحياة القاسية وبحثاً عن حياة كريمة، وهي ما زالت تمعن في سياساتها الظالمة التي تدفع الناس نحو مزيد من الهجرة وليس هجرة فردية فقط بل جماعية أيضاً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)