- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأقصى: انفروا إليّ محررين لا مطبعّين مع الغاصبين!
الخبر:
خلال زيارته للأراضي الفلسطينية، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: "دعمنا للقضية الفلسطينية منفصل عن علاقتنا مع تل أبيب". (الجزيرة)
التعليق:
كم بدا مخجلاً ومخزياً ومتناقضاً موقف النظام التركي من التطبيع مع كيان يهود الذي عبر عنه وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو! فكيف يكون الفصل بين القضية وسبب وجودها؟! أوليست قضية فلسطين وما تعاني منه الأرض المباركة من ظلم واضطهاد هو بسبب وجود هذا الكيان المحتل الغاصب؟! فكيف يكون دعمكم صادقاً يا وزير الخارجية في الوقت نفسه الذي تطبعون فيه مع المحتل القاتل؟! كيف يمكن أن نطمئن إلى قدرتكم على نصرتنا ومنع الاعتداء علينا وعلى مقدساتنا بينما لم تستطيعوا أن تمنعوا تهديدات عدونا الوقحة بقتلنا واستباحة أقصانا؟! كيف لنا أن نثق بكم وبجديتكم في تحريرنا وتخليصنا من محتلينا بينما أنتم تعترفون به وبحقه في الوجود عبر تمسككم بحل الدولتين، الذي يفرط بـ80% من الأرض المباركة؟!
لم تكن التصريحات فقط هي من فضحتكم وكشفت ذلكم وعاركم أيها الوزير، فلقد أظهرت الصور كم كنت مسربلاً بالخزي وأنت تضع إكليل الورود على قبر هرتزل، ألد أعداء الخلافة العثمانية التي تزعم أنك سليلها وحفيدها، ومؤسس الحركة الصهيونية وزعيمها، صاحب مشروع بناء كيان يهود في فلسطين، لا أظنك تملك تبريراً لخيانتك الأمانة إذا ما وقفت يوماً أمام السلطان عبد الحميد رحمه الله، حامي القدس وفلسطين وحصنها الحصين، والذي لم يقبل حتى بمقابلة هرتزل فأرسل إليه "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مُزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"، فكيف بك وأنت تقف بين يدي الله وخصمك رسول الله ﷺ فأي عذر ستقدمونه وقد فرطتم بأرض الإسراء والمعراج؟!
كم كانت الصورة واضحة وأنت تتجول في ساحات المسجد الأقصى وحيداً إلا من بعض المطبلين لطغمة الحكام أمثالك، ليظهر البون الشاسع بينكم وبين الأمة، كما أستطيع أن أخمن سبب عدم السماح للناس لدخول الساحات أثناء جولتك كي لا تتكرر حفلة الاستقبال بالأحذية التي تعرض لها وزير الخارجية المصري قبل سنوات، وكم كان الخجل والخوف يعتري صفحة وجهك وكلمات الحق من ذلك الرجل الأشم داخل المسجد الأقصى تقرع مسامعك ومسامع مرافقيك المطبلين، فإن كان فيك خيرٌ فعلى الأقل أوصل الرسالة إلى أهلها.
وإن كان لنا من نداء فنحن لا نوجهه للحكام فقد تمايزت الصفوف، وصار واضحاً إلى أيها ينحاز الحكام، فهم قبلوا أن يكونوا في طرف أعداء الأمة، ولعب دور المتآمرين على قضاياها، ولكننا نوجه نداءنا إلى جيوش الأمة عامة، والجيش التركي خاصة، فرسالة الأقصى لكم أيها الضباط والجنود: "انفروا إليَّ محررين لا مُطبعين مع الغاصبين"، وكلنا يقين أن فيكم وبينكم رجالاً أبطالاً من نسل محمد الفاتح، وسليمان القانوني وبايزيد وعبد الحميد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خالد سعيد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)