- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان هو آخر اهتمامات حكام السودان السابقين والحاليين
الخبر:
عقد نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي بمكتبه بالقصر الجمهوري اجتماعاً ضم والي ولاية الخرطوم المكلف الأستاذ أحمد عثمان حمزة، وزير الطاقة والنفط المهندس محمد عبد الله محمود ومدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم المهندس محمد علي العجب. بحث خلاله موقف الإمداد المائي بولاية الخرطوم، بجانب متابعة تنفيذ موجهات الاجتماع السابق الذي عقد في نيسان/أبريل الماضي. واعتذر الأستاذ حمزة، لمواطني الولاية، خاصة في بعض المناطق التي تشهد انقطاعاً للإمداد المائي لفترات طويلة. (نبض السودان).
التعليق:
يعاني أهل السودان من انقطاع المياه لفترات طويلة ويذوقون الأمرين في الحصول عليها ولكن دون جدوى. فقد أورد موقع الراكوبة الإخباري تقريرا عن قطوعات المياه جاء فيه "عادت قطوعات المياه بشكل مكثف للعديد من الأحياء بالخرطوم وأم درمان وبحري واستمرت القطوعات ببعض المناطق أكثر من أسبوع ما اضطر الناس لشراء عربات الكارو بواقع 3 آلاف جنيه لتغطية احتياجاتهم من المياه خاصة أنه مع اشتداد حرارة الجو هذه الأيام يزداد الاستهلاك اليومي لخدمات المياه، ولم يصدر أي بيان رسمي أو اعتذار من هيئة المياه توضح أسباب تفاقم مشاكل قطوعات المياه هذه الأيام".
إن مشكلة المياه ليست بالمشكلة التي يستعصي على الحكومة حلها حلا جذرياً، لا سيما ونحن نملك نهر النيل من أطول أنهار الدنيا ومياهاً جوفية من الكثرة بمكان، ومعدل أمطار حوالي 400 مليار متر مكعب كل سنة، ولكنه سوء الرعاية، وهكذا يكون الحال عندما يوسد الأمر لغير أهله الذين وصفهم رسول الله ﷺ بالرويبضات، أي التافهين.
نعم وإنسان هذا البلد هو آخر اهتمامات الحكومات الرأسمالية، ورغم هذه القطوعات التي تمتد بالشهور إلا أن الحكومة تأخذ فاتورة المياة بالتمام والكمال بعد ربطها بفاتورة الكهرباء، بل وأكثر من ذلك فقبل شهور قليلة ضاعفت أسعار فاتورة الكهرباء بنسبة 350% وحتى بعد دفع هذه الأموال الطائلة تتقاعس الحكومة عن حل مشكلة المياه!
وتخرج علينا الحكومة بين الفينة والأخرى بمثل هذه التصريحات الكاذبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فهذا هو حال الأنظمة الرأسمالية وهذا حال حكامها مع أهل البلد، حتى المياه التي قال الله تعالى فيها ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَىٍّ﴾ فيها تقصير مريع. فلا حلول لمشكلة المياه والقطوعات في ظل دولة كهذه التي لا هم لها سوى جباية الأموال، وإن وجدت حلول فهي عبارة عن مسكنات مؤقتة ثم تعاود المشكلة بعد فترة قصيرة، وهكذا دواليك، فالحل لمشكلة المياه وغيرها من المشاكل التي يعاني منها إنسان هذا البلد حلا جذريا لا توجده غير دولة مبدئية حاكمها خادم للأمة، لا يغمض له جفن ولا يهدأ له بال، إلا بعد إعطاء كل ذي حق حقه. وهذه الدولة هي دولة تقوم على أساس الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان