- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاورات في السودان لاستمرار علمانية الدولة
الخبر:
يجري ائتلاف الحرية والتغيير المُبعد عن الحكم، في السودان مشاورات مع دول إقليمية ودولية لمحاصرة الحكم العسكري ودعم محاولات استعادة الانتقال المدني. وقالت مصادر موثوقة، لـ"سودان تربيون"، الخميس؛ إن قوى الحرية والتغيير تجري اتصالات ومشاورات مع دول عديدة لمحاصرة الانقلاب ودعم إعادة الحكم المدني الديمقراطي.
وأشارت إلى أن هذه المشاورات تشمل دول الترويكا - أمريكا وبريطانيا والنرويج وكندا، إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول العربية والأفريقية. وأضاف: "أكدت هذه الدول ضرورة إنهاء الانقلاب وإبعاد الجيش عن العمل السياسي ووضع أساس دستوري جديد للتحول المدني".
التعليق:
بعدما هدمت دولة الإسلام؛ الخلافة في القرن الماضي وقسمت أراضيها إلى دويلات بموجب اتفاقية سايكس بيكو وغيرها، عمد الكافر المستعمر بعد أن أوجد حكاماً دمى يحكمون باسمه، إلى تأسيس أحزاب تقوم على أساس غير أساس العقيدة الإسلامية، وهذا كان مهما جدا بالنسبة للمستعمِرين، فلا يكفي أن تقطع وتمزق هذه البلاد الإسلامية جغرافياً، بل الأهم أن تمزق الفكر والثقافة، وأهمها الأساس الذي هو العقيدة. ولذا شهدت البلاد الإسلامية نشأة غير مسبوقة لكثير من الأحزاب الوطنية والأحزاب العلمانية والاشتراكية والديمقراطية لأجل هذا الغرض.
نعم هذا هو حال الأحزاب العميلة التي تسعى للوصول إلى سدة الحكم بأية طريقة كانت، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة مهما كانت الوسيلة قذرة قذارة أفكارهم ونتانة عمالتهم، وأصبح الحكم في حد ذاته غاية الغايات عندهم، وهذا ليس لأنهم يملكون أفكارا ومفاهيم عن الحكم يريدون أن يسعدوا بها الناس حين تطبيقها، وتنتشلهم من هذه الأوضاع الكارثية إلى حياة أنعم وأفضل، بل لأنهم يعتبرون الحكم هو عبارة عن كيكة ومغنما ينالون به رضا أسيادهم حين وصولهم للحكم وتنفيذ أجندته وعقيدته المبنية على العلمانية؛ أي فصل الدين عن الدولة. وللأسف فقد كان للكافر ما أراد!
فنحن ما زلنا نحكم بالنظام الرأسمالي العلماني الذي سحق الناس سحقاً، ومعسهم معساً، وأذاق هذه الأمة الكريمة الويلات تلو الويلات والمصائب والمحن والإحن، وفي الوقت الذي سمح، بل أسس وشجع هذه الأحزاب العلمانية والوطنية، لم يسمح المستعمرون بأن تقوم أي تكتلات أو أحزاب سياسية على أساس العقيدة الإسلامية، وعلى أساس مصالح الأمة كأمة. ولذا فقد حُورب كل حزب أو تكتل يقوم على أساس العقيدة الإسلامية، وطُورد وزج بأعضائه في السجون وعُمل على تفكيكه وتخويف الناس من الانضمام إليه أو العمل معه.
وبفضل الله تعالى وبمن الله وكرمه وفضله، فقد قام حزب التحرير ففضح وكشف للأمة خطط الكافر الذي لا هم له سوى محو الإسلام، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، وبفضل الله تعالى وجهد المخلصين من هذه الأمة أصبحت الأمة تتوق لحكم الإسلام اليوم قبل غد. وكان الحزب بمثابة النذير العريان محذّراً الأمة من مكر الكافرين وكاشفاً لخططهم وساعياً لقطع يد الكافرين من بلاد المسلمين، وقد حدد غايته وهي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، وهو الحريص على هذه الأمة وبتبصيرها طريق الحق وحملها على الجادة، ومحذرا لها من الوقوع في فخاخ الكافرين. والحزب بحمد الله يملك دستورا جاهزاً للتطبيق، وقد أعدّ رجال دولة أكفاء أفذاذ جاهزين لتحمل تبعات الحكم.
فيا أيها المسلمون: كونوا مع العاملين المخلصين لنصرة دين الله سبحانه وتعالى، بإقامة شرع الله تحت ظل دولته الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي أظل زمانها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان