- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
طلاب المدارس بين سندان إضراب المعلمين وتجاهل الدولة
الخبر:
أورد موقع ناس برس خبرا تحت عنوان: "عضو بالسيادي: البرهان يتابع مطالب واستحقاقات المعلمين" جاء فيه: أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا اهتمام المجلس بمعالجة قضايا المعلم والتعليم، لافتاً إلى الخطوات العملية التي اتخذت لتذليل العقبات والتحديات التي تواجه العملية التعليمية بالبلاد وأشار خلال لقائه بالقصر اليوم، أعضاء المبادرة الوطنية لدعم المعلم ومناقشة قضايا التعليم، بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم دكتور حمد سعيد عثمان، أشار للاهتمام الذي يوليه رئيس مجلس السيادة لقضايا التعليم وإلى اللجنة التي شكلها مؤخراً، لمتابعة استحقاقات ومطالب المعلمين.
وأكد استمرار جهود المبادرة لإيجاد معالجات جذرية لقضايا المعلم والتعليم، وتقديم رؤية مستقبلية للعملية التعليمية، مشيراً إلى أن المبادرة، تضم عدداً من الخبراء والمختصين وعدداً من القيادات التعليمية.
التعليق:
بالنسبة للراوتب الضئيلة التي لا تساوي شيئا بالنسبة لمتطلبات الحياة اليومية وفي ظل هذا الغلاء الفاحش قال الخبير التربوي صابر أحمد سليمان ساردا معاناة المعلمين الحكوميين الناجمة عن رواتبهم التي قال إنها لا تكفي إلا لعشرة أيام فقط، فضلاً عمن يقومون بدفع إيجار المنزل، منوهاً إلى أن المعلمين يضطرون كثيراً للاستدانة لدفع أجرة المواصلات للوصول للمدارس الحكومية. فمرتباتهم لا تغطي ولا ربع منصرفاتهم، وها هو رئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان يستيقظ من سباته العميق بعد فوات الأوان ويزعم تدخله لحل مشكلة إضراب المعلمين التي دخلت شهرها الثاني!
إن إضراب المعلمين وإغلاق المدارس يسبب أضرارا بليغة على الطالب المغلوب على أمره، فقد أوردت جريدة السوداني في 2023/1/5 حديثا للخبير التربوي صابر أحمد سليمان الذي أكد على أن استمرار الإضراب سيؤثر سلباً على مستوى تحصيل الطلاب؛ بسبب الانقطاع والعودة مراراً للدراسة، قاطعاً بأن المحصلة النهائية للعام الدراسي ستكون ضعيفة. وأشار سليمان إلى وقوع أضرار بليغة على الطلاب من بداية العام الدراسي تتمثل في التأثير السالب على النوايا الضعيفة، حيث اتجه عدد من الطلاب إلى سوق العمل، كما اتجه بعض المعلمين إلى امتهان مهن أخرى. وأضاف سليمان: "من الأضرار التي لحقت بالطلاب أيضاً تأخير التقويم الدراسي والامتحانات، حيث سيجلس بجميع المراحل في وقت واحد، وهذا أمر شبه مستحيل بسبب عدم اتساع مراكز الامتحانات للإجلاس في وقت واحد". ورغم كل هذه لا تبالي الدولة عندنا هنا في السودان بهذا الأمر.
إن الاهتمام بقضايا التعليم هو من آخر اهتمامات الحكومة الانتقالية والواقع خير دليل على ذلك، فمنذ أكثر من شهر والمدارس الحكومية مغلقة تماما جراء إضراب المعلمين!
والأصل في الدولة أن توفر هذه المطالب دون أن يطالبوا بها ولكن أنى لدولة فاسدة أن تهتم وترعى شؤون هذه الشريحة التي هي من أهم شرائح المجتمع! إن مكانة المعلمين وأهميتهم لا تخطئها عين إلا عين من ابتلينا بهم من حكام لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة، ولا هم لهم غير جمع المال وليتهم بعد جبايتها يعودون بها على أهل البلد بل تذهب لأسيادهم ونثريات المليشيات والحركات المسلحة التي ضاقت بها البلاد، بينما شرائح أخرى لا سيما المعلمين يأخذون الفتات منها.
فالحلول الجذرية التي تدّعونها زورا وبهتانا لحل مشاكل التعليم، قد أصبحت أسطوانة مشروخة، وإن الحلول الجذرية، ليس للتعليم فقط، بل لكل مناحي الحياة، إنما تصدر من دولة مبدئية تقوم على وحي السماء الذي لم يغفل عن أي كبيرة أو صغيرة، إلا وحلها حلا ناجعاً، وليس في ظل دولة كرتونية تستجدي حلولها من عقول عاجزة ناقصة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان