الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تكبيرات العيد وسط معاناة المسلمين في غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

تكبيرات العيد وسط معاناة المسلمين في غزة

(مترجم)

الخبر:

 

لا شكّ أنّ كلمات التكبير والتهليل والتحميد تثير في هذا العام تأمّلات وحزناً إلى جانب الاحتفالات المبهجة. فحتى اليوم لا تزال أرض غزة غارقة في دموع ودماء المسلمين. لقد فُقد أكثر من 34000 شخص ودُمرت الممتلكات والمنازل. لقد تيتّم عشرات الآلاف من الأطفال، وما زال كيان يهود اللعين يطلق الصواريخ على سكان غزة العزّل. والسؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى نفهم حقاً المعنى الكامن وراء تلاوة تكبيرات العيد خاصةً في وقت الشّدة هذا؟

 

التعليق:

 

لكي نفهم تكبيرات العيد علينا أن نتأمل حادثة الأحزاب المعروفة أيضاً باسم معركة الخندق، فقد قام رسول الله ﷺ وأصحابه بحفر خندق كبير حول جزء كبير من المدينة المنورة للدفاع ضد القوات المشتركة (الأحزاب) لكفار قريش. ويذكرنا هذا الحدث بالوضع المزري الذي كان يعيشه رسول الله ﷺ والمسلمون في ذلك الوقت. طوال الحصار، واجه المسلمون تحديات ومحنا مختلفة. وبينما كانوا يركزون على الهجمات الخارجية من أعداء الله خارج المدينة المنورة، نقض اليهود والمنافقون المقيمون داخل المدينة معاهداتهم مع المسلمين. وقد اختبر هذا الوضع إيمان المسلمين لدرجة أنهم شعروا باليأس تقريباً بسبب التهديدات الخارجية والداخلية التي واجهوها. ومع ذلك، وعلى الرّغم من شدة التهديدات التي واجهوها، إلاّ أنهم ظلّوا واثقين بوعد الله سبحانه ووعد رسوله ﷺ، وثبتوا دون أي رغبة في التراجع أو اليأس. وفي نهاية المطاف، وبعد محن شديدة، أعان الله سبحانه وتعالى جيش المسلمين بإرسال عاصفة عنيفة دمرت قوات الأحزاب ونصرت المسلمين، وبعد ذلك قام رسول الله ﷺ بترديد تكبيرات العيد.

 

يواجه المسلمون في غزة حالياً اللحظة الأكثر خطورة وتدميراً، حيث إنهم محاصرون من جميع الجهات. حيث يتعرضون للهجوم والقتل والتهجير والظلم والضغط على الحدود المصرية. ولم يكن على المسلمين في غزة أن يتحملوا الهجمات الوحشية التي يشنها كيان يهود ليلاً ونهاراً فحسب، بل لم تتح لهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم. إنّ قيام النظام المصري بمنع إخوانهم المسلمين من عبور الحدود لتجنب الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان يهود أمر مؤسف في نظر الإسلام. إنه لعار وخيانة واضحة من جانب حكام مصر أن يشاهدوا إخوانهم المسلمين يقتلون ويظلمون ويعذبون أمام أعينهم دون أي جهد للدفاع عنهم!

 

ومن المحزن حقاً أن تصبح جميع البلاد الإسلامية أضحوكة في أعين العالم. وكلهم يتواطؤون ويتآمرون للسماح لكيان يهود اللعين بمواصلة قتل المسلمين في غزة وتدمير أرض فلسطين المباركة. لقد وصلت الفجوة المتزايدة بين المسلمين وحكوماتهم إلى مستوى غير مسبوق، لدرجة أن مصطلحات مثل "الخونة" و"الجبناء" لم تعد كافية للتعبير عن هذا الواقع القاسي والمؤلم.

 

وماذا عن الأمة الإسلامية اليوم؟ فهل نصرنا دين الله حقاً وجاهدنا للحفاظ عليه في حياتنا؟ وهل نهتم حقاً بأحوال الأمة الإسلامية في العالم، وخاصة في غزة التي تعاني من ضائقة شديدة؟ أم نعطي الأولوية لمتع الدنيا ونختلق الأعذار ونلتزم الصمت عندما يتعرض الإسلام وأتباعه للهجوم من مختلف الجهات؟

 

إن تقسيم الأمة الإسلامية إلى أكثر من 50 دولة قومية، وتقييدها بدورة الحياة الرأسمالية، إلى جانب فقدان الفكر السياسي الإسلامي، قد جعل معظمنا غير مبالٍ وغاضباً وتائباً للحظات فقط، مع السماح لهذه القضية أن تمر؟ لا بل إن هناك من بيننا من يرغب في القول إن قضية غزة ليست مشكلتنا. بالنسبة لهذه المجموعة، ما يهم هو الحفاظ على سبل عيشهم. فإذا كان هذا هو فهمهم، فقد خالفوا بالتأكيد جوهر تكبيرات العيد التي يرددونها كل عام!!

 

إن تكبيرات العيد ليست مجرد دعوة روحية إلى الله سبحانه وتعالى؛ بل لها بعد سياسي يذكر الأمة الإسلامية بواجبها أمام الله عز وجل في إعادة الإسلام كاملا. وهذا الواجب الثقيل لا يتحمله فرد واحد أو فردان أو مجموعة من الأفراد فحسب، بل هو مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء. ويتطلب هذا الواجب مستوى عالياً من الوعي السياسي والتضحية في الإسلام لنصرة هذا الدين حتى يمنح الله سبحانه وتعالى العون للأمة الإسلامية ويتحقق النصر المطلق من خلال الوحدة والقيادة في ظل نظام الخلافة. هذا هو جوهر تكبيرات العيد التي نردّدها كل عام.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

 

آخر تعديل علىالخميس, 02 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع