- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نلعن أمريكا؛ حليفنا الاستراتيجي والعسكري!
الخبر:
صحيفة معاريف عن مدير شركة أسغارد للتكنولوجيا العسكرية: القنابل المستخدمة في هجوم المواصي أمريكية من طراز JDAM. (الجزيرة، 15 تموز 2024)
التعليق:
بالإضافة إلى الخبر أعلاه، فقد نشرت وكالة رويترز تقريراً أكدت فيه أنه خلال الأشهر التسعة الماضية زودت إدارة بايدن الكيان الغاصب بما لا يقل عن 14 ألف قنبلة بوزن 200 رطل، علاوة على 6500 قنبلة بوزن 500 رطل، و2600 قنبلة بوزن 250 رطلاً، و3000 صاروخ هيلفاير، و1000 قنبلة خارقة للتحصينات، من بين ذخائر أخرى استخدمها الكيان الغاصب في مجزرة غزة.
وفي الحقيقة، فإن فضاء الشبكة يعجّ بأصوات تشتم وتلعن وتنتقد أمريكا لدعمها العسكري والسياسي والمالي المكشوف للكيان الغاصب في حربه وتدميره لغزة، وهذا أمر محمود، ولكن!
ولكن لماذا يكتفي الكثيرون بهذا الموقف الناقد؟
كيف لمن يتمزق قلبه كمداً على مشاهد مجازر غزة اليومية، أن لا يعلي الصوت بوجوب إنهاء التحالف العسكري مع أمريكا في جميع بلاد المسلمين؟! كيف لا تخرج الأصوات صادعة بأنْ يجب التعامل مع أمريكا بصفتها حاملة لواء الحرب على غزة، والعداء للمسلمين عموما؟ نشتم أمريكا ونتحالف معها في آن واحد! كيف يستقيم ذلك في عقل المسلم؟!
لا بد من ترجمة الغضب العارم على أمريكا وأمثالها من دول الغرب الداعمة للكيان الغاصب، إلى رأي عام يحمله المسلمون (ساسة ومثقفون ونشطاء ودعاة ومغردون...)، يركز على إلغاء التحالف العسكري مع أمريكا في جميع بلاد المسلمين، واستخدام سلاح النفط والاستثمارات الخارجية المليارية الضخمة، وغيرها من المصالح الأمريكية في بلادنا.
أمريكا دولة مصالح، ويهمهما جداً تأمين مصالحها العريضة في بلاد المسلمين، وتلك هي أهم مصالحها في بلادنا. ومن يتردد عن مثل هذه المطالبات لأجل خطوط حمراء، فليعلم أن دماء أهلنا في غزة أشد حمرة. ومن يتمنّع عن مثل هذه المطالبات لأجل سقف مفروض عليه من سلطات بلده، فليعلم أن رب السماوات والأرض فرض علينا نصرة المسلمين وعدم تولي الكفار وأن لا نجعل لهم سلطاناً علينا؛ يحفظون أمننا بل يحفظون وجود دولنا!
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾ وقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب﴾ وقال سبحانه: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
إن ما يجري في غزة هول فظيع، ودمار وبؤس ومجازر لا يتصورها عقل ولا تتحملها نفس. والتعامل مع هكذا خطب جلل لا يكون بزفرة غضب ووصلة شتم، بل يجب أن يتوجه الخطاب نحو القيام بأعمال جادة وعملية ومؤثرة باتجاه الشريك والداعم الرئيسي للحرب على غزة؛ أمريكا.
وتيقنوا أن الله هو الحافظ القوي العزيز الجبار الرازق المحيي المميت.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت