السبت، 14 محرّم 1446هـ| 2024/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تعبير "السيد الأسد" هو الستار الأخير لخيانة أردوغان للثورة السورية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعبير "السيد الأسد" هو الستار الأخير لخيانة أردوغان للثورة السورية!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت ستتم استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، "مثلما حافظنا على علاقاتنا مع سوريا حية للغاية، في الماضي، أجرينا هذه المحادثات مع السيد الأسد حتى نتوصل إلى اتفاق". وأضاف: "لقد توصلنا إلى محادثات عائلية، كما تعلمون، من المستحيل تماماً ألا يحدث شيء ما غداً، سيحدث مرة أخرى". كما لفت استخدام الرئيس أردوغان عبارة "السيد الأسد" في وصف الرئيس السوري بشار الأسد الانتباه أيضاً. (T24، 28/06/2024)

 

التعليق:

 

أثار استخدام الرئيس أردوغان عبارة "السيد الأسد" في إجابته على سؤال حول النظام السوري بعد صلاة الجمعة، غضبا شعبيا كبيرا. كلام أردوغان، علاوة على تصريحه بأنه يمكن أن يجتمع مع القاتل الأسد كعائلة مرة أخرى كما في الماضي، قوبل بدهشة كبيرة وغضب شديد من المسلمين الأتراك والسوريين على حد سواء، لأن الرأي العام السائد كان أن أردوغان يعادي الأسد، ويعمل على إسقاط النظام السوري، ويدعم جماعات المعارضة من أجل ذلك. كما اعتُبر استقبال تركيا لما يقرب من 4 ملايين مهاجر من سوريا الدليل الأكثر وضوحاً على سياسة أردوغان تلك.

 

لكن الآن تم تدمير هذا التصور بالكامل بشكل يحير عقول الكثير من الناس. والآن رحلت عبارة "القاتل السوري القاسي الأسد" الذي استخدمه أردوغان في خطاباته السابقة، وحل محله "السيد الأسد" على حد تعبير أردوغان مرة أخرى، مثلما رحل الدكتاتور المصري "السيسي القاتل" وحل محله "أخي الغالي السيسي"، مثلما أن نتنياهو صديق، فهو عدو؛ فكيان يهود هو تارة دولة إرهابية محتلة، وتارة أخرى دولة تحتاجها المنطقة، حيث يتدرب طياروها في تركيا، وتحطمت سجلات التجارة المتبادلة... وهذه أمثلة لا تنتهي. ومرة أخرى، هذه الأمثلة بالتأكيد ليست مفاجئة لمن يعرف الرؤية السياسية لإدارة أردوغان ولم يفقد أسلوب التفكير الصحيح من خلال الاهتمام بسلامة القول والأفعال. بالنسبة لأولئك الذين لديهم رؤية، هذه هي الحقائق التي من المتوقع أن يتم الكشف عنها.

 

الواقع أن المؤامرات والخيانات التي تمت تحت مسمى مساعدة الثورة السورية منذ 13 عاماً، انكشفت لأول مرة مع الإعلان عن عملية التطبيع مع نظام الأسد نهاية عام 2022؛ واليوم، خاطب أردوغان الأسد بـ"السيد" ووجه له رسالة صداقة مباشرة.

 

الحقيقة هي أن النظام التركي لم يكن لديه أبداً أي عداء لنظام الأسد ينبع من العقيدة الإسلامية. فعلى الرغم من أن نظام الأسد ذبح 2.6 مليون مسلم في سوريا، وحوّل 12 مليون شخص إلى لاجئين، وأخفى مئات الآلاف من الأشخاص في زنزانات التعذيب، وانتهك أعراض عشرات الآلاف من النساء، وارتكب العديد من الفظائع الأخرى بحق الشعب السوري، على الرغم من كل ذلك فإن أردوغان لم يفرض حتى عقوبات على النظام السوري! فبينما كانت خطابات الحماس تُلقى في الساحات لطمأنة المسلمين، كانت المفاوضات الاستخباراتية والدبلوماسية تستمر دائماً في الخلفية.

 

ولأن تركيا، لا تملك أيديولوجية نابعة من العقيدة الإسلامية لشعبها، لم يكن لديها قط سياسة سورية مستقلة خاصة بها. وكما هو الحال في أي قضية خارجية، انخرطت إدارة أردوغان في السياسة الأمريكية الرامية إلى حماية بشار الأسد منذ الأيام الأولى للثورة في سوريا. ومن ناحية أخرى، قامت أمريكا بجر تركيا من خيانة إلى أخرى. وبصرف النظر عن الآلية العملياتية ومشاريع التدريب التي يُزعم أنه تم التخطيط لها بالتعاون مع الولايات المتحدة، فإن عملية درع الفرات، التي أدت إلى سقوط حلب في أيدي النظام، وعمليات غصن الزيتون ونبع السلام اللاحقة، وأستانة، وسوتشي وقمم جنيف التي تهدف إلى حل علماني في سوريا، كانت تُعقد دائماً لإبقاء نظام الأسد واقفاً على قدميه في مواجهة الثورة الإسلامية.

 

في الواقع، التفسيران التاليان كافيان لتلخيص سياسة تركيا في سوريا:

 

الأول: تصريح أردوغان خلال عملية نبع السلام عام 2019: "لماذا نحن في سوريا؟ النظام لا يستطيع الوقوف في وجه الإرهابيين" (المصدر) هو التفسير.

 

الثاني: كتب رئيس الاتصالات الرئاسية فخر الدين ألتون في مقال لصحيفة واشنطن بوست عام 2019 "من مصلحة تركيا حماية إنجازات الولايات المتحدة" (المصدر) هو التفسير.

 

أما عبارة "السيد الأسد" التي استخدمها الرئيس أردوغان في مخاطبة قاتل القرن المجرم بشار، والدعوة إلى التطبيع؛ فهذا هو الستار الأخير للخيانة التي ارتكبت بحق الثورة السورية وشعبها. ويريد أردوغان بهذا التصريح إظهار ولائه للولايات المتحدة التي تريد الهدوء في الشرق الأوسط، حتى تركز على الصين وروسيا.

 

ويهدف كلام أردوغان أيضاً إلى تجسيد دعوة النظام السوري لبدء المصالحة التي أطلقها مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد يلديز في جلسة الأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيو، بعد تحذير وزير الخارجية هاكان فيدان في الدوحة في 9 حزيران/يونيو من أن نيران الثورة في سوريا تشتعل من جديد. وبذلك سيتم تفعيل الملف السوري من جديد من أجل إعادة الحكم للنظام بشكل كامل وخداع وترهيب المعارضين.

 

وثمة عامل آخر هو الرغبة في الوقوف في طريق الانتقادات القادمة من هناك من خلال استغلال رياح الرأي العام العنصرية التي أوجدها أعداء الأمة في تركيا لإعادة المهاجرين السوريين إلى بلدهم. بمعنى آخر، يتصرف أردوغان بشكل منفرد وحصري بما يتوافق مع مصالحه ومصالح الولايات المتحدة. وتعبير "السيد الأسد" يوضح لكل المسلمين أن اللعبة قد انتهت، ولا حل في وجه هذه الأنظمة الخائنة إلا العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع