- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حكام بلاد المسلمين: أفلا تعْقلون؟!
الخبر:
رئيس مجلس الأمة التركي الكبير نعمان كورتولموش: "إن المجتمع الذي يصفق بحرارة لقاتل جماعي يحاكم في المحاكم الدولية هو شريك في هذه المجازر. عار عليكم". (فتيح ميديا، 2024/07/25)
التعليق:
في الوقت الذي تتواصل فيه اعتداءات كيان يهود على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف، حضر رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو الجلسة المشتركة للكونغرس الأمريكي بدعوة من زعمائه. وألقى نتنياهو خطاباً في الجلسة المشتركة للكونغرس استغرق حوالي ساعة كاملة، وتلقى تصفيقاً حاراً طويلاً من أعضائه في نهاية كل جملة ألقاها خلال خطابه. ومع أنه من المعروف للعالم أجمع أن أمريكا هي الفاعل الرئيسي في مجازر غزة، إلا أن موقف الكونغرس الأمريكي ضد نتنياهو سجل هذه الحقيقة أكثر وأكثر.
إن التصريح الذي أدلى به رئيس الجمعية الوطنية الكبرى التركية، نعمان كورتولموش، بشأن الموقف الأمريكي، هو بالطبع تصريح جدير بالملاحظة. لكن هل يتوافق هذا التصريح مع تصرفات حكومته التي يرأسها البرلمان؟ ألم تقدم الدولة التركية العديد من الإمدادات لكيان يهود، خاصة الحديد والصلب والمواد الغذائية، لمدة ستة أشهر تقريباً منذ بداية المجزرة التي شنها كيان يهود على غزة؟ فلماذا لم يُظهر نعمان كورتولموش أي رد فعل على ذلك الإجراء الذي قامت به الدولة التركية في ذلك الوقت؟! ولماذا لم يحاسب الدولة التركية لوقف هذه المذبحة من كيان يهود؟! لماذا لم يقل إن الجيوش يجب أن تتحرك لإنقاذ أهل غزة المظلومين والعاجزين؟ أم أن تصريحه مجرد بيان فارغ يهدف إلى تهدئة الشعب التركي المسلم، مثل تصريح رئيسه رجب طيب أردوغان؟ إن العالم كله، حتى الأطفال الصغار، يعلمون أن أمريكا تدعم مجازر يهود غزة! وفي هذه الحالة، ألا ينبغي أن يكون رد فعل نعمان كورتولموش موجهاً ليس إلى أمريكا، بل إلى حكام بلاد المسلمين، وخاصة تركيا، الذين التزموا الصمت إزاء مذبحة غزة؟
ولهذا نقول: إذا كان نعمان كورتولموش جاداً في تصريحاته تجاه أمريكا، فعليه أن يقول الآتي كرد فعل حقيقي:
1- أن يدعو حكام المسلمين في كل أنحاء العالم، وخاصة في تركيا، إلى قطع علاقاتهم مع أمريكا.
2- أن يقول لكل حكام بلاد المسلمين إن تحرير غزة لن يتم إلا بتعبئة الجيوش.
3- أن يقول لكل المسلمين الذين يتوقون لوقف مجازر غزة، والذين تكاد قلوبهم تنخلع من صدورهم، والذين يقومون بأعمال أو يتظاهرون ليل نهار من أجل هذا الهدف، أن يتوافدوا على قصور حكوماتهم ومقرات جيوشهم للضغط على حكوماتهم.
4- وأخيرا، وهو الأهم، أن يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي هي الحل الوحيد لتحرير المسلمين المضطهدين في غزة وفي كل الأراضي الإسلامية المحتلة.
وإلا فإن تصريح نعمان كورتولموش لن تكون له قيمة لا عند الله ولا في نظر المسلمين، بل إنه سيتعرض لغضب الله إن لم يفعل، لأن الله تعالى يقول: ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾. قال الشاعر: لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلًهُ *** عَارٌ عَلِيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيْمُ!
نقول لحكام المسلمين جميعاً: إنكم ترون الكونغرس الأمريكي يصفق للقاتل نتنياهو وكأنه بطل؛ أفلا تعْقلون؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان