- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوقفوا الحرب طاعة للرحمن لا لهوى الأمريكان
الخبر:
أعلنت الحكومة السودانية عن إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية يوم الجمعة 2024/08/09م برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع الحكومة الأمريكية حول عدد من الملفات المتعلقة بمفاوضات سويسرا التي من المفترض أن تنطلق منتصف آب/أغسطس الجاري، وعللت الحكومة في بيان أنها أرسلت الوفد حرصا منها على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب. وتفيد المتابعات بأن اللقاء يناقش أجندة المفاوضات المرتقبة والدول المراقبة للعملية التفاوضية ومنها مصير اتفاقية جدة التي قالت الخارجية الأمريكية إنها ستبنى عليها المفاوضات.
التعليق:
يتابع أهل السودان هذه الأيام في ترقب شديد ما ستؤول إليه المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة السويسرية جنيف، التي دعت لها الإدارة الأمريكية الطرفين التابعين لها، اللذين هما في الأصل وجهان لعملة واحدة، نقصد بذلك أن اللاعب الأساس والمستفيد الأوحد في هذه الحرب هي أمريكا من خلال إبعادها نفوذ أوروبا المتمثل في القوى السياسية المدنية أصحاب الاتفاق الإطاري.
وبالنظر إلى إرسال وفد في توقيت يسبق موعد مؤتمر جنيف بأيام قليلة، وإلغاء مؤتمر ألمانيا المزمع إقامته يوم 12/8/2024، واجتماع الاتحاد الأفريقي الذي هو أداة أمريكا بالقوي المدنية (تقدم) والشعبية (الحلو) وتحرير السودان (عبد الواحد) في إثيوبيا، بالإضافة إلى اعتراف أمريكا ولأول مرة منذ بداية الحرب بالبرهان رئيسا للسيادة، فإن كل ذلك هو لمصلحة الجيش. إذاً فقد حسم الأمر لمصلحة الجيش، والوفد الذي يسبق مفاوضات جنيف إنما هو لإعطاء الشرعية للجيش لاستلام زمام الأمر باعتباره يمثل القوى المدنية.
هذه المؤشرات تدل على أن الأمر قد دبر بليل، وأن جنيف هي مجرد حفل توقيعات ولقطات كاميرات لممثلي الجيش والدعم السريع؛ فإذا كانت بنود جدة نفسها ستناقش في جنيف، فلماذا جنيف؟! هل هي لإطالة الحرب مثلا أم لتقوية المليشيات وتنظيم صفوفها مجددا كما حدث في مؤتمرات عقدت سابقا؟
وبهذه الخطة التي رسمتها فإن أمريكا تحكم قبضتها بالكامل على مستقبل البلاد السياسي وبذلك يتم تحقيق إنجاز لإدارة بايدن والحزب الديمقراطي قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.
أما التطورات العسكرية فقد شهد الأسبوع المنصرم هدوءاً نسبيا في بعض المحاور التي لا تعتبر داخل إطار المخطط القذر بل استبيحت هذه المدن بغرض النهب والسلب وما شابه ذلك من أعمال للمليشيا. وأما المدن التي شهدت عودة القصف المدفعي فتدخل في إطار الضغط وتسخين الأجواء وتسكين الشعب بأن مليشيات الدعم السريع قادرة على منازعة الجيش، وهذا ما يجري في العاصمة الخرطوم وأم درمان وبحري وغربا مدينة الفاشر التي يراد لها أن تكون معقلا للدعم السريع حسب الخطة "ب" الرامية إلى انفصال دارفور، حيث شهدت المدينة قصفا مدفعيا، وقال قائد جيش حركة تحرير السودان مناوي "ندين بأشد العبارات استهداف المواطنين الأبرياء في الفاشر ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع".
يا أهلنا في السودان: أنتم من تضررتم من هذه الحرب العبثية التي أهلكت الحرث والنسل والشجر والحجر، ودفعتم ثمنها غاليا، لذا حان الوقت أن تقولوا كفى، وأن تأخذوا على أيدي قادة الطرفين المرتبطين بحبال الشيطان؛ فأمريكا هي عدو الإسلام والمسلمين، فهي تنكل وتمكر بهم في كل وقت وحين، ودونكم أهلنا في غزة هاشم ومؤامرتها الخبيثة مع كيان يهود الغاصب. وإن الحل واضح؛ يرفعه مخلصون لله ورسوله، عاملون بجد واجتهاد من أجل خلاص الأمة من الواقع الأليم الذي نعيش فيه منذ أن هدمت دولة الخلافة، وقد عهدتم رجال حزب التحرير، فهم بينكم ومعكم، فلا يسبقنكم أحد إلى الفوز العظيم؛ وذلك بقطع الطريق أمام أمريكا، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد السلام إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان