- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا سيّد فيدان: لا يمكنك المطالبة بغزّة بمجرد إلقاء الخطب!
(مترجم)
الخبر:
قام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة إلى مصر في 5 آب/أغسطس بدعوة من وزير الخارجية المصري عبد العاطي.
التعليق:
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي يواصل اتصالاته في مصر، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وبالإضافة إلى العلاقات الثنائية، فإن آخر التطورات في غزة كانت مدرجة على جدول أعمال فيدان. في اليوم الأول من الزيارة الرسمية التي استمرت يومين، قام فيدان برفقة مسؤولين مصريين بتفقد ميناء العريش ومعبر رفح الحدودي، حيث يستمر الموت والإبادة الجماعية والمجازر والقسوة. وقال فيدان، بالعبارة نفسها التي يستخدمها دائماً، إنّ تركيا ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى النهاية وستواصل الوفاء بواجبها الأخلاقي والإنساني بكرامة. وبينما كان هاكان فيدان ينطق بهذه التصريحات، كان كيان يهود المحتل الغاصب على الجانب الآخر من الحدود يواصل مذابحه بحق المسلمين. هذه التصريحات المأساوية والمدمرة للعقول التي أدلى بها وزير خارجية تركيا، التي تُصنَّف كواحدة من أقوى عشر دول في المنطقة، تشبه كلمات ناشط. إنّ هذا التصريح الذي أدلى به فيدان لا يمنع المجازر والإبادة الجماعية والجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها كيان يهود المحتل في غزة منذ أشهر، بل على العكس من ذلك يشجعه أكثر.
وقال فيدان، الذي تحدّث أيضاً عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران ضمن زيارته لمصر، إنه عندما بدأ كيان يهود في مذبحة المسلمين في غزة، جاءت الولايات المتحدة إليهم وإلى السلطات المصرية وقالت: "يا إلهي، قولوا للدول ألا تخوض حرباً". ومرةً أخرى عندما ضرب كيان يهود السفارة الإيرانية في دمشق، جاءت الولايات المتحدة بالطريقة نفسها: "يا إلهي، تدخلوا، قولوا لإيران ألاّ تهاجم". وذكر أن الشيء نفسه حدث في اغتيال إسماعيل هنية.
إن ما يجب التركيز عليه هنا هو أنّ تصريحات فيدان تكشف عن حقيقة، وهي أنّ أمريكا، التي تدور تركيا في فلكها السياسي وتستخدمها كأداة لمصالحها في المنطقة، تردّ على كل هذه المطالب التي طالبت بها الحكومة بالقول إنّ الحكومة كاملة الخضوع والولاء، حيث تعتبر هذه التصريحات التي أدلى بها هاكان فيدان اعترافاً واضحاً بالخيانة.
هاكان فيدان الذي أدلى بتصريحات أيضاً بشأن غزة قال: "يجب على أصدقاء (إسرائيل) أن يأخذوا الطوق بأيديهم ويمتلكوه الآن". ألا يعلم هاكان فيدان أنّ هذا المجتمع القاسي والمتمرّد وكأنه يعيش في الفضاء رهينة لدى أمريكا والغرب؟ مرةً أخرى، ألستم أنتم من يمسك بزمام الكيان الخبيث ويدعمه على كل منصة؟ ألستم أنتم من أصدقاء أمريكا وحلفائها، الذين أرسلوا عشرات الذخائر العسكرية للكيان المحتل؟
بينما تحمي أمريكا والغرب كيان يهود المحتل وترعاه وتقدم له كل أنواع الدعم، وتدوس على كل القيم الإنسانية والأخلاقية على حساب حمايته، ماذا فعلتم غير الإدانة والحديث والتجمع والصراخ؟ بل إنكم قدمتم الدعم اللوجستي لكيان يهود بكل شيء منذ أشهر. وعلى الرّغم من أنّ حكومتكم قررت مقاطعة كيان يهود، إلاّ أنّ السفن لا تزال تنطلق من موانئ تركيا إلى موانئ الكيان المحتل، والسفارة التركية في تل أبيب لا تزال نشطة، ولم تتمكنوا حتى من إغلاقها!
هل هذا يعني رعاية إخوانكم، ودعم إخوانكم وأخواتكم، ورعايتهم والسّهر عليهم؟!
إذا كنتم تريدون حقا حماية مسلمي غزة، فلن يكون ذلك بالإدانة والكلام والأدب والجعجعة، بل بإرسال الجيوش إلى فلسطين لاقتلاع كيان يهود المحتل من الأرض المباركة فلسطين. هكذا تتمّ استعادة الملكية بشكل حقيقي! والباقي ثرثرة...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك