- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إندونيسيا: حكومة جديدة بالوجوه القديمة نفسها
الخبر:
قام الرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو بإطلاع الوزراء المحتملين على الأولويات الاقتصادية والجيوسياسية قبيل تنصيبه يوم الأحد. وكان الهدف من هذا الإيجاز تعزيز التفاهم المشترك، وتضمن مناقشة جهود مكافحة الفساد وخططاً لزيادة النمو الاقتصادي إلى 8%، إلى جانب الحد من الفقر وسوء التغذية. ومن بين المتحدثين كان الخبير السياسي جون ميرشايمر ومؤسس صندوق التحوط راي داليو. وأكد برابوو على سياسة عدم الانحياز في العلاقات الخارجية، وحذر المرشحين من الفساد. وشملت المواضيع الرئيسية تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وأمن الطاقة، وبرنامج توفير وجبات مجانية لـ20 مليون طالب. وسيكون نائبه جبران راكابومينغ راكا، ابن الرئيس الحالي جوكو ويدودو. (رويترز)
التعليق:
إن انتخاب الرئيس ونائب الرئيس الجديد في إندونيسيا للسنوات الخمس القادمة لن يجلب أي تغيير ملموس للشعب. حيث إن النخب والأحزاب السياسية الحاكمة ما هي إلا استمرار للوجوه نفسها التي لطالما فضلت مصالح السلطة والأوليغارشية على احتياجات الناس. وقد شابت هذه الانتخابات العديد من الادعاءات بالاحتيال، ما يثير مخاوف جدية بشأن صحتها. وتشمل الاتهامات إساءة استخدام السلطة الرئاسية لدعم برابوو خلال الحملة الانتخابية، واستغلال المساعدات الإنسانية كأداة سياسية، والتورط غير المناسب للوزراء في الحملة. ولقد ألقت هذه المخالفات بظلال من الشك على نزاهة العملية الانتخابية.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو التجاهل التام لمعالجة المشكلات المبدئية الأعمق في البلاد. إن الليبرالية العلمانية التي تقوم عليها الأنظمة السياسية والاقتصادية للأمة تفضل مصالح الشركات والأعمال التجارية على رفاهية الشعب. حيث يسمح هذا النظام للقوى الأجنبية مثل الصين وأمريكا وغيرهما من الدول الرأسمالية بمواصلة هيمنتها على القطاعات الاقتصادية الحيوية في إندونيسيا، ما يترك مجالاً ضئيلاً لنمو البلاد بشكل مستقل. ونتيجة لذلك، لا يزال الاقتصاد الإندونيسي خاضعاً لهذه القوى العالمية، ما يعيق أية إمكانية حقيقية لتحقيق التنمية الوطنية العادلة.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن إندونيسيا دولة ذات أغلبية مسلمة، فإن القيم الإسلامية لا توضع في مركز الحكم. ومن دون جعل الإسلام أساس النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ستفشل إندونيسيا في تأمين بركات الله. إن غياب الأساس الإسلامي الحقيقي في القيادة الوطنية لن يؤدي إلا إلى استمرار معاناة الشعب، وحرمانه من التوجيه الإلهي اللازم لتحقيق الازدهار والعدالة الحقيقيين. وحتى تعود الأمة إلى هذه المبادئ، فإن التغيير الجوهري والبركة سيظلان بعيدين عن متناول اليد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله أسوار