- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيلينسكي يسوّق الهزيمة على أنها خطة للنصر!
الخبر:
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في أمريكا الداعم الرئيسي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء الكشف عن خطته للنصر، التي استبقتها بتلميحات وانتقادات ضمنية لفتور الحلفاء، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وكان مقررا أن يطرح زيلينسكي خطة النصر في قمة حلفاء أوكرانيا في قاعدة رامشتاين بألمانيا التي كانت تهدف إلى تأكيد استمرار الدعم لكييف في مواجهة الهجوم الروسي. وكان مقررا لها الانعقاد يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لكنها تأجلت بعد أن ألغى بايدن زيارته إلى ألمانيا وأنغولا بسبب انشغاله بإعصار ميلتون.
وكتب زيلينسكي في منشور على تلغرام "سنطرح خطة النصر، خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل"، وذلك بعد أن سبق وتحدثت أوكرانيا الشهور القليلة الماضية عن خطة لإنهاء الحرب التي تخوضها في مواجهة جارتها الأكبر روسيا منذ نحو ألف يوم.
وبينما لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الخطة، تقول مصادر أمريكية إن زيلينسكي قدمها للرئيس بايدن وكذلك للمرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب عندما زار واشنطن الشهر الماضي.
ويحرص زيلينسكي على إعلان خطة النصر قبل أن يؤدي الرئيس الأمريكي المرتقب اليمين الدستورية العام المقبل، وذلك رغم أن المسؤولين الأوكرانيين يقولون إن أيا من المرشحين الرئاسيين ترامب أو هاريس لن يحسن بالضرورة من موقف كييف في الحرب. (الجزيرة نت، 2024/10/16م)
التعليق:
من الواضح جليا أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام تحيطها حالة من الترقب الشديد ليس في أوكرانيا وحدها بل إن أوروبا وروسيا ودولاً في الشرق الأوسط والشرق الأقصى ينتظرون ما ستسفر عنه هذه الانتخابات، لأن ذلك سيكون له تأثير على هذه الدول وسط مخاوف من قدوم المرشح الجمهوري ترامب لكرسي الرئاسة في الدولة الأولى في العالم.
لذلك لم يكن مستغربا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طرح خطة النصر هذه والعمل على تسويقها وعرضها على مرشحي الرئاسة والرئيس بايدن وعلى الدول السبع الكبار، في محاولة بائسة من طرفه حتى لا تكون أوكرانيا ضحية صفقة بين اللاعبين الكبار، وهو نفسه له مقترح للتفاوض يتكون من عشر نقاط، من يلقي نظرة عليه يظن أن أوكرانيا دولة عظمى وتملي شروطها على النظام الدولي وترشده إلى ما تريد! مع أن الحقيقة التي غابت عنه وعن ساسته أن هذه الحرب أشعلتها أمريكا في حديقة روسيا الأمامية ووسط البيت الأوروبي لأهداف قد تحقق معظمها، وأن أمريكا اليوم وبعد مرور أكثر من ألف يوم على الحرب ترى أن هذه الحرب يجب أن تنتهي رغم معارضة أوكرانيا لأنها فقدت أكثر من عشرين بالمئة من أراضيها وعشرات الآلاف من القتلى والملايين من الشعب الهائم على وجهه في العالم، ومدن محطمة وخاوية على عروشها، كل ذلك حدث بسبب انجرار النظام في أوكرانيا وراء أمريكا وتصديقه لوعودها الخادعة، لذلك من الطبيعي أن تدفع أوكرانيا الثمن غاليا.
أما أوروبا فستدفع ثمنا غاليا أيضا ولكنها دفعت أوكرانيا قبلها، فالأوروبيون عارضوا الحرب كليا وحاولوا إخمادها في بدايتها لعلمهم أن المقصود منها أوروبا أيضا، وبعد فشلهم ووصولهم لنقطة اللاعودة أصبحوا يعارضون إيقافها لأن النتيجة ليست في صالحهم بل هي توريط لهم وربط مصيرهم بحذاء أمريكا على كل الأصعدة.
كما أنه يجب أن يكون واضحا أن أوروبا لا تملك إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية، ولهذا فإن عرض زيلينسكي خطة النصر المزعومة لا طائل منه ولا فائدة مرجوة، والقول إن خطة النصر ربطت مصير أوكرانيا بحلفائها أيضا كلام فيه تضليل، لأن خطة النصر تعني كيف لك أن تسوق الهزيمة على أنها نصر بل حتى ربطت مصير الحرب ومصير أوكرانيا وروسيا في الحاضر والمستقبل بيد أمريكا وحدها، ويمكنك أن تضيف لذلك المصير أيضا أوروبا؟! فكلهم خاسرون، وأمريكا هي وحدها التي تجني المصالح وتنفذ مشاريع هيمنتها على العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي