الخميس، 23 رجب 1446هـ| 2025/01/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العلاقات الأوروبية الأمريكية وإدارة ترامب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العلاقات الأوروبية الأمريكية وإدارة ترامب

 

 

 

الخبر:

 

اعتبر الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أنه سيتعين على دول الاتحاد الأوروبي إنفاق ما يصل إلى 10% من ناتجها المحلي على الحاجات العسكرية إذا كانت تريد بناء منظومة دفاع خارج الحلف. وقال روته: "سيكون من الرائع أن يكون لدينا شيء مثل حلف الناتو، ولكن بعد ذلك ننسى مسألة 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وعندها سيكون علينا زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 8-10%". (الوقائع الإخبارية)

 

التعليق:

 

هاجم ماسك رئيس الوزراء البريطاني أيضاً، داعياً إلى رحيله، وليس ذلك فقط بل دعا الألمان إلى انتخاب حزب البديل الذي يعتبره الكثير من الألمان حزبا يمينيا متطرفا، زاعماً أنه الوحيد القادر على إنقاذ البلاد. ووصف المستشار الألماني في كانون الأول/ديسمبر الماضي بالأحمق، ولم يكتفِ بهذا بل تدخل أيضا في شؤون سياسية لبلدان أوروبية أخرى من بينها إسبانيا التي اتهمته بدعم النازيين. ولم تنجُ كندا من انتقاداته، واصفا رئيس وزرائها المستقيل جاستن ترودو بالفتاة.

 

ومن المعلوم أن ترامب اختار ماسك لوزارة مستحدثة من أجل تفعيل كفاية الحكومة والوزارات، ووقف الهدر والتوظيفات التي لا داعي لها.

وطالب ترامب بتخصيص أعضاء الناتو 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع. (CNBC).

 

وطرح ترامب هذا الرقم، وهو أكثر من ضعف الهدف الحالي، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، قائلاً "أعتقد أن الناتو يجب أن يحصل على 5%. يمكنهم جميعاً تحمل ذلك، لكن يجب أن يصلوا إلى 5%، وليس 2%، التي طالب بها في ولايته الأولى. وهذا يعتبر رقما ضخماً جدا في ظل ضعف الاقتصاد الأوروبي وحرب أوكرانيا والتهديد بالتعرفة الجمركية مع الاتحاد وغلاء الغاز ومدخلات الإنتاج، لذا كانت بعض ردود القادة الأوروبيين رافضة لهذه النسبة حيث كتب عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، رالف ستيجنر، على فيسبوك، أن تعليقات ترامب كانت "موهومة ومجنونة حقاً"، وأضاف "من أين من المفترض أن تأتي الموارد لحل مشاكل العالم الحقيقي؟".

 

وذكر وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو في جدوى اقتراح ترامب، قائلاً: "لا أعتقد أنه سيكون خمسة، وهو أمر مستحيل".

 

ونتيجة لنفوذ أمريكا في أوروبا وقرب بعض الدول من روسيا لا ترى بعض الدول أن هذه النسبة كبيرة حيث قال وزير الدفاع البولندي لصحيفة فايننشال تايمز إن بولندا "يمكن أن تكون حلقة الوصل عبر الأطلسي بين هذا التحدي الذي حدده الرئيس ترامب وتنفيذه في أوروبا".

 

ورداً على تعليقات ترامب، قالت رئيسة الوزراء الإستونية كريستين ميشال لصحيفة بوليتيكو إن هذه هي "الرسالة التي ظلت إستونيا تدافع عنها منذ سنوات". وأضافت "هذه إشارة واضحة لبوتين بأنه لا ينبغي له أن يجرؤ على اختبار أعصاب الناتو وأننا مستعدون لذلك".

 

إذاً أوروبا منقسمة على ذاتها بشكل كبير ولا توجد لها مرجعية واحدة بل دول ذليلة أمام حجم التحديات الداخلية والخارجية وتهديدات ترامب، فالمسألة جد خطيرة بالنسبة لقارة حكمت العالم ذات يوم وتحكمت به فجاء من يذلها تحت مطرقة البعبع الروسي والحاجة للسوق الأمريكية.

 

وقال نان تيان، الباحث البارز ومدير البرامج في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة التابع لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "مستوى 5% من الناتج المحلي الإجمالي سيكون أعلى مما أنفقته الدول نفسها في ذروة الحرب الباردة".

 

والخلاصة أن تصريحات ومواقف ترامب في التهديد المتواصل ودفع أوروبا باتجاه تحقيق مصالح أمريكا والتي على رأسها إذعانها لها والدخول تحت عباءتها بدون تطلعات خارجية وإلغاء فكرة الدفاع الأوروبي المشترك.

 

وكذلك إذعان دول أوروبا لأمريكا وإعادة صياغة العلاقات بناء على الواقع الحالي وليس القديم يتناسب مع حجم قدرتها وليس تاريخها ونفوذها، وكذلك أطياف نفوذ أمريكا على أوروبا كاملة.

 

أهداف أمريكا هذه قد تجعل أوروبا تدفع باتجاه مناقض لها، ولا يشمل ذلك كل دول أوروبا بل بعضها وهي أحلام تراود فرنسا خاصة، أو تقع أوروبا أسيرة القرار الأمريكي بلا منازع ليخيم الظلام على مستقبل أوروبا تحت المظلة النووية الأمريكية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الحكيم عبد الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع