- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
على قَدَرٍ جئتَ لا هكذا
على قَدَرٍ جئتَ لا هكذا | فَهَلاّ عَرَفْتَ بقَصْدِ القَدَرْ |
حَباكَ بِعَقْلٍ وليسَ سِواكَ | سَيُدْرِكُ ماذا وَراءَ الخَبَرْ |
فإِمّا تُفَكّرْ حَوالَيْكَ حَتْماً |
تَجِدْ لِلإلهِ عَظيمَ الأثَرْ |
فَلا الرُّوحُ تَبْقَى دَواماً لَدَيْكْ | وَلا الموتُ تَدْرِيْ بأرْضٍ حَضَرْ |
ولا الرزقُ تَعْرِفُ مِقْدارَهُ | وهيهاتَ مَهْما أَعَدْتَ النَّظَرْ |
كَشَفْتَ قوانينَ ذا الكَوْنِ هَيَّا |
أَتَعْجَزُ إدراكَ مَنْ قَدْ سَطَرْ ؟! |
إذنْ أنتَ فيكَ سَيَجْرِي السؤالْ | فَإياكَ تَجْحَدُ طَبْعاً ظَهَرْ |
وأنت الْمُعَنَّى بِذاكَ الْجَوابْ | لأنكَ في الكونِ أغلى الدرَرْ |
أَتَجْحَدُ أنَّكَ للهِ عَبْدٌ | تَقولُ الطبيعةُ رَبٌ فَطَرْ؟!! |
وَغَرَّكَ ما فيكَ مِنْ قُوَّةٍ | وَتَحْيا حَياتَكَ عَيْشَ البَطَرْ |
إِذا ما البَلايا أحاطَتْكَ تَبْكِيْ؟!! |
وكمْ مِنْ غَنِيٍ نراهُ انْتَحَرْ |
هُوَ اللهُ ليسَ تَراهُ العُيونْ | وُجودُهُ حَتْمٌ ، فَأَنْتَ الأثَرْ |
فَعَقْلُكَ قَطْعاً يُصَدِّقُ جَزْماً | بتلكَ القوانينِ، خُذْ بِالعِبَرْ |
وعَجْزُكَ عَنْ دَرْكِ ذاتِ الإله | دَليلٌ على حَدِّ عَقْلِ البَشَرْ |
فروحُكَ باللهِ لَسْتَ تَراها | قُوَى الْجَذْبِ حَقٌ ولو في الحجَرْ |
تَدَبَّرْ وإياكَ طَبْعَ الغُرور | شَبابُكَ يمضيْ وهذا البَصَرْ |
أتخشَى مِنَ البعضِ عنكَ أشاعوا |
بأنَّكَ عبدٌ لِرَبِ القَدَرْ ؟! |
أراكَ تُباهِيْ بأنكَ حُرٌ | وراءَ السرابِ تَشُدُّ السَّفَرْ |
وماءُ الحقيقةِ بينَ يديك | وتخشَى يقولونَ ها قدْ أَقَرّْ |
تُحارِبُ للهِ، والدينُ يَغدُو | خُرافاتِ دَهْرٍ وماضٍ غَبَرْ |
تقولُ كما قالَ (لينينُ) يوماً | عنِ الدينِ أفيونَ منهُ الضرَرْ |
وهيهاتَ هيهاتَ (لينينُ) يبقَى | وقدْ جاءَهُ الموتُ أينَ الْمَفَرّْ؟! |
وبعضٌ منَ الناسِ جاءوا بِحَلٍ | بصورةِ حقٍ وكمْ فيهِ شَرّْ |
أقرُّوا بخَلْقِ الإلهِ ولكنْ |
تفانَوا بِرَدٍ لِمَا قَدْ أَمَرْ |
وقالوا التوسطُ في الحلِ هذا | وذا حَلُّ كفرٍ ، بربي كَفَرْ |
فما قيمةُ (الله) إنْ كانَ (حاشا) | بَرانا نَسِيْنا لِعَقْلِ البَشَرْ |
لِعَقْلٍ تَخَبَّطَ في كلِ أمرٍ | وأشقى الحياةَ أباحَ القَذَرْ |
ومِنْ أمةِ الخيرِ بَعْضُ بَنِيْها | تَساقَطَ في نارِ تلكَ الْحُفَرْ |
وصارَ يُقَلِّدُ غَرباً وشَرقاً | وقارَبَ قَوْلاً لِمَنْ قَدْ كَفَرْ |
ويا لَيْتَهُ قَلَّدَ الغربَ فيما | يُعَدُّ مِنَ العِلْمِ مِمَّا ابْتَكَرْ |
ولكنَّهُ طَبَّقَ الكُفْرَ مِمَّا | يَخُصُّ الثقافَةَ بِاسْمِ الْحَضَرْ |
فَلا بالصناعاتِ كانَ جَديراً | وَلا الطِّبِّ والْجَبْرِ والْمُخْتَبَرْ |
وَلا بالزراعةِ أو بالمباني | ويَزْعُمُ دِيني لِذاكَ احْتَقَرْ؟!! |
فَهيَهاتَ هيهاتَ أنَّا سَنَعْلُوْ | بِهذا النِّظامِ الذيْ قَدْ فَجَرْ |
وَصَوَّرَ أنَّ الْحَياةَ صِراعٌ | عَلى مُتَعِ الْعَيْشِ ، دَقَّ الْوَتَرْ |
أثارَ الغَرائزَ للجِنْس حتى | غَدَا الناسُ حـُمْراً تُشِيْعُ الْخَطَرْ |
وَأَشْعَلَ بينَ الشُّعوبِ الْحُروبَ | بِخُبْث ٍ وَغَدْرٍ عليها مَكَرْ |
فأفسَدَ في الأرضِ منْ كُلِ صَوْبٍ | وفي كُلِّ قُطْرٍ ، ببَحْرٍ وَبَرّْ |
فَهَيَّا إلى الحقِّ يا أمتي | نُعِيدُ نِظاماً لِحَقٍ نُشِرْ |
بِنَهْجِ النبوةِ يَمْضِيْ عَزيزاً | خِلافَةِ رُشْدٍ بِشَرْعٍ أَغَرّْ |
يُعَالِجُ شَتَّى مَنَاحِيْ الْحَيَاةِ | بِخَيْرِ الْحُلُولِ يُزِيْلُ الضَّجَرْ |
هُوَ اللهُ نَظَّمَ للكونِ حتماً | ومنه نظامٌ لنا مُسْتَطَرْ |
أتانا به سيدُ المرسلينْ | محمدُ طه بنصِّ السورْ |
عبد المؤمن الزيلعي
آخر تعديل علىالسبت, 06 تشرين الأول/أكتوبر 2018
وسائط
1 تعليق
-
لا فض فوكم ولا جف قلمكم