- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح3
عبد الله الذبيح والد النبي ﷺ
عبد الله الذبيح والد النبي ﷺ أصبح الآن عبد المطلب مُطالبًا بأن يوفي بنذره، ويذبح أحد أولادهِ عند باب الكعبة.. فجمع أولادهُ العشرة، وأخبرهم عن نذرهِ لله، وأنه يجب عليه أن يوفي بنذره. فقالوا له: يا أبانا، ليس بوسعنا أن نقول لك إلا كما قال إسماعيلُ لأبيه!! افعل ما تؤمر، ستجِدُنا إن شاء الله من الصابرين. وكان عبد الله والد النبي المصطفى ﷺ هو أصغر أبناء عبد المطلب وكان أحب أبنائه إلى قلبه، فقد كان يحبُه حبًا كبيرًا. قال عبد المطلب لأبنائه: اكتبوا أسماءكم على القدح حيث لم يكن عندهم استخارة، في الجاهلية كان هناك رجل عند الكعبة متخصص بعمل ما نسميه اليوم القرعة، كانت تسمى (الأزلام)، فما هي الأزلام؟؟ هي قطع خشبية صغيرة تشبه السهم، وعددها ثلاثة يكتب على كل واحدةٍ منها كلمة: الأولى يكتبون عليها كلمة: (افعل). والثانية يكتبون عليها: (لا تفعل). أما الثالثة فيكتبون عليها: (أعد المحاولة).
فإذا أردوا أن يسافروا، أو كانت لهم حاجة مهمة واحتاروا في أمرهم، استخدموا (الأزلام).. فإن خرج افعل.. فعلوا، وإن خرج لا تفعل.. تركوا، وإن خرج أعد المحاولة.. أعادوا القرعة، فلما تشرف الوجود بالنور المـحمدي ﷺ نسخ ذلك كله، ونهى عنه، وأرشدنا إلى الاستخارة.
فكتبوا أسماءهم، وذهب عبد المطلب إلى المسئول عن الأزلام عند الكعبة وقال له: أريد أن أنحر أحد أولادي قربانًا لرب هذا البيت، ووفاءً لنذري.. خذ هذه الأقداح، قد كتبت عليها أسماءهم العشرة، خذها واعمل لهم قرعة. وأيّهم خرج اسمه نحرته اليوم عند باب الكعبة!!
فلما استقسموا الأزلام (القرعة) خرج السهم على عبد الله، فتألم عبد المطلب ألمًا شديدًا، وتغير لونه ثم أخذ بيد عبد الله، ووضعه أمام باب الكعبة، وأراد أن يذبحه على الفور، وأخرج سكينه واستعدَّ لذبحه. ماذا سيحصل يا ترى؟؟! نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي