- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح26
حادثة شق الصدر (الجزء الثالث)
لماذا كانت حادثة شق الصدر؟
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو: لماذا حادثة شق الصدر؟؟ وجوابه: إن الله عز وجل خلق الإنسان، ولديه داخل جسده في مكانٍ قريبٍ مِنَ القلب، شيء كالعلقة يكون فيها مثلُ بيتٍ أو مَكانٍ للشيطان، فيلقي وساوسه للقلب... كل إنسان فينا عنده هذه العلقة، وهي حظ الشيطان منا - أي نصيبه - فجاءت الملائكة فأزالتها من صدر النبي ﷺ، فلم يعد للشيطان مكان، ولم يعد له حظ من رسول الله.. ولو سأل أحدهم: لماذا خلقها الله لرسوله ﷺ، وكان من الممكن أن يخلقه دون أن تكون فيه؟؟ والجواب: لأن هذه العلقة جزء من الأجزاء الإنسانية، يعني لو نقصت لنقص الكمال الإنساني، فخلقها الله تكملة لخلقه الإنساني ﷺ، ثم نزعها منه تكرمة له، واستُبدل بها مكانٌ للحكمة، والرحمة، ليعلم جميع الخلق كرامته عند الله، وليتأكدوا من كمال باطنه، كما تأكدوا من كمال ظاهره. وتتمة لما حدث بعد حادثة شق الصدر.. قال أحد الملائكة للآخر: "اختمه بختم النبوة" .. قال فوضع شيئًا كأنه النجمة بين كتفيه، فأصبح ﷺ يشعر، وكأن بين أكتافه خاتم. تقول حليمة: فخاف قومي عليه، فقالوا لزوجي أبا كبشة: نرى أن ترجع الصبي لأهله قبل أن يظهر منه شيء - أي نخاف أن يحدث له مكروه، وتظهر له أمور عجيبة أخرى - يا أبا كبشة: أرجعه إلى أهله، فقد انتهت مدة كفالته .. تقول حليمة: وأنا لا أريد أن أرجعه، فقد تعلق قلبي به.. فماذا سيحدث؟ نتابع في الحلقة القادمة بإذن الله …
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي