- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 45
القبائل المتنازعة تقبل بحكم النبي الأمين ﷺ
في اليوم الثاني اتجهت كل قبيلة للكعبة، ولا أحد يعلم بنوايا الآخر، فوقفت قبيلة مخزوم، وقال كبيرهم: نحن فعلنا كذا وكذا، والذي يقترب من الحجر قطعنا عنقه، ووقف أبو طالب وقال: نحن فعلنا كذا وكذا من يقترب من الحجر قتلناه بالسيف، وبدأ النزاع، واشتد الغضب؛ فقام بينهم كبيرهم بالسن فرفع يده، وصرخ في وجوههم وقال: لمَ التفاني يا قريش؟؟!! قالوا له: ماذا تشير علينا؟ قال لهم: نجلس جميعًا، وننظر إلى باب بني شيبة، وأول رجل يدخل منه رضينا بحكمه كيف ما كان!! فقالوا جميعهم بصوت واحد: رضينا!!
وكان ﷺ ملازمًا بيته، فحضرت ولادة السيدة خديجة في بطنها الرابع وهي السيدة فاطمة، فخرج يستطلع أخبار قريش ما الذي حدث معهم. قريش ورجالها يراقبون من سيدخل من باب بني شيبة، ليحكم بينهم؛ فإذا بهم بالطلعة المحمَّدية، وإذا وجه الحبيب المصطفى ﷺ، بوقاره وهدوئه يطل عليهم من باب بني شيبة فوثب الجميع كبيرهم، وصغيرهم على أقدامهم فرحين، وصرخوا بصوت واحد: محمَّد!! هذا ابن سيد قومه!! هذا الصادق الأمين!! كلنا نرضى بحكمه!! وأقبلوا إليه يحدثونه وقالوا: أيها الصادق الأمين، لقد بلغ من القوم كذا وكذا، فاتفقنا أن أول من يدخل علينا أن يحكم بيننا، فقال رسول الله ﷺ: «هلمّ إليّ ثوبًا». فأُتيَ به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: «لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعًا». ففعلوا حتى إذا بلغوا موضعه، وضعه رسول الله ﷺ بيده ثم بنى عليه. وهذه الحادثة كانت قبل بعثة النبي ﷺ بخمس سنين، وقد أُخمدت النيران المشتعلة بين قبائل قريش على يد النبي ﷺ وببركة حكمته. أما بيت النبي ﷺ فماذا يحدث فيه؟!! تابعونا.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي