- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 58
أبو لهب وهو لا يدري يلفت أنظار الناس إلى دين الله
وبقيت حمالة الحطب توسوس في عقل أبي لهب على رسول الله ﷺ: إياك أن تترك محمَّدًا، خذ على يده، امنعه، ستقوم عليكم العرب، أنت عمه أولى الناس به!!
فلما جهر النبي ﷺ بالدعوة إلى الله قرر أبو لهب أن لا يتركه، كلما أراد النبي ﷺ أن يمشي، ويدعو الناس إلى دين الله، كان أبو لهب يمشي وراءه في كل خطوة، ويقول: "يا معشر الناس، تعلمون أني عمه، وأنه ابن أخي، وأنا أعلم الناس به، إنَّ به مسًا من الجن، إن به جنونًا، إنه كاهن لا تصدقوه!!". فيقول الناس: عمه وهو أقرب الناس إليه يقول عنه ذلك؟!! فينفر الناس من حوله، ولا يسمعون كلامه!!
ثم ابتلى الله أبا لهب بمرض مُعدٍ عند العرب، فصار الناس يهربون منه ولا يستطيع أحد أن يقترب منه، حتى أولاده، خوفًا من أن يُعديهم!! فلما مات خافوا أن يغسلوه، ويكفنوه، فأمر أولاده خدمهم من العبيد، أن يردموا داره عليه هدموا البيت على جسده، ثم أحضروا التراب ووضعوه فوق حطام البيت، كي لا تخرج رائحته.
وسبحان الله!! قدّر الله أن يكون بيت أبي لهب ومدفنه هذا، مكان دورة المياه للرجال عند أبواب المسعى في مكة في وقتنا الحاضر، لقد أهانه الله وأذله وأخزاه في الدنيا ولعذاب الله له في الآخرة أشد!! انتهت قصة أذى أبي لهب وامرأته للنبي ﷺ ولكن لم ينتهِ العناء والعذاب... سنتابع بإذن الله.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي