- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 187
السنة الخامسة للهجرة - نزول سورة المنافقون
تحقق النبي ﷺ من خبر الفتنة:
أرسل رسول الله ﷺ إلى عبد الله بن أبي فسأله، فحلف بالله، واجتهد يمينه ما تكلم بهذا، فقال له رسول الله ﷺ: «إن كان سبق منك قول فتب»، فجحد، وحلف. فلامَ زيداً قومُه، وقالوا له: ما أردت إلَّا هذا؟ لم يصدقك رسول الله ﷺ، وكان ابن أبي في قومه شريفـاً عظيماً، فقالت الأنصار: "يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه".
موقف زيد بن أرقم رضي الله عنه:
قال زيد رضي الله عنه: "فوقع في نفسي مما قالوا شدة، وصدَّقَهُ رسول الله ﷺ، وكذبني، وأصابني غمٌ لم يصبني مثله قط".
نزول سورة المنافقون تعلن تبرئة زيد بن أقرم:
قال زيد: "فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خفقت برأسي من الهم، فأتاني ﷺ فعَرَك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا، ثم إن أبا بكر لحقني، فقال: ما قال لك رسول الله ﷺ؟"، قلت: "ما قال لي شيئاً غير أنه عرك أذني، وضحك في وجهي، فقال أبو بكر: أبشر، ثم لحقني عمر فقال: ما قال لك رسول الله ﷺ؟، فقلت له مثل قولي لأبي بكر. فلما أصبحنا قرأ رسول الله ﷺ سورة المنافقون".
وأرسل النبي ﷺ إلى زيد بن أرقم، فأخذ بأذنه وقال: «هذا الذي أوفى لله بأذنه»، ثم قرأ عليه سورة المنافقون. ومنها قوله تعالى: (هم الذين يقولون لا تُنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكنّ المنافقين لا يعلمون). فقال له: «إن الله قد صدّقك». ولكن ما موقف المسلمين من فتنة وكذب المنافقين؟؟... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئاً، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي