- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم التاسع والعشرون
كما كان البدء يكون الختام (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: عِنْدَمَا شَرَعَ اللهُ تَعَالَى الصِّيَامَ قَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). (البقرة ١٨٣)
وَعِنْدَمَا شَرَعَ اللهُ تَعَالَى الحَجَّ قَالَ: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ). (البقرة ١٩٧)
الصِّيَامُ، وَالحَجُّ عِبَادَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَعْقُبُ كُلٌّ مِنْهُمَا عِيدٌ، يَعْقُبُ عِيدُ الفِطْرِ عِبَادَةَ الصِّيَامِ، وَيَعْقُبُ عِيدُ الأضْحَى عِبَادَةَ الحَجِّ، وَهُمَا العِيدَانِ الشَّرْعِيَّانِ الوَحِيدَانِ لِلْمُسْلِمِينَ. إِنَّ تَقْوَى العَبْدِ للهِ تَعَالَى مَطْلُوبَةٌ مِنَ المُسْلِمِ فِي كُلِّ العِبَادَاتِ، وَفِي كُلِّ المُعَامَلَاتٍ، وَفِي كُلِّ الأوْقَاتَ، وَفِي كُلِّ الأمَاكِنِ!!
وَلَوِ اسْتَعْرَضْنَا آيَاتِ الكِتَابِ الحَكِيمِ؛ لَوَجَدْنَا أنَّ هُنَالِكَ الكَثِيرَ مِنَ الآيَاتِ الَّتِي تَأمُرُ بِتَقْوَى اللهِ، وَتُبَيِّنُ الثِّمَارَ المَرْجُوَّةَ مِنْهَا، قَال تَعَالَى آمِرًا بِالتَّقُوَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). (آل عمران١٠٢) وَقَالَ تَعَالَى مُبَيِّنَا الثِّمَارَ المَرْجُوَّةَ مِنَ التَّقْوَى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). (الطلاق3) وَقَالَ تَعَالَى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (٤) ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا). (الطلاق 5) إِنَّ غِيَابُ التَّقْوَى لَهُ آثَارُهُ السَّلبِيَّة في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
عَنْ آثَارِهَا فِي الدُّنْيَا قَالَ أوَيْسٌ القَرْنِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "لَو أنَّ رَجُلًا مَشَى فِي طَرِيقِهِ لِمُلَاقَاةِ عَدُوِّهِ فَأثقَلَهُ دِرْعُهُ فَخَلَعَهُ، وَأثقَلَهُ سَيفُهُ فَرَمَاهُ، وَأثقَلَهُ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَتَرَكَهُمَا، ثُمَّ لَاقَى عَدُوَّهُ حَاسِرًا، أعْزَلَ، جَائِعًا، فَأنَّى لَهُ أنْ يَنْتَصِرَ؟؟ كَذَلِكَ مَنْ ثَقُلَ عَلَيهِ الذِّكْرُ فَتَرَكَهُ، وَثَقُلَتْ عَلَيهِ السُّنَنُ، وَالرَّوَاتِبُ فَفَرَّطَ فِيهَا، وَثَقُلَ عَلَيهِ أدَاءُ الفَرَائِضِ فِي وَقْتِهَا فَأخَّرَهَا، وَثَقُلَتْ عَلَيهِ الْأوَامِرُ الشَّرْعِيَّةُ فِي أغْلَبِهَا فَهَانَتْ عَلَيهِ، ثُمَّ يَشْتَكِي سُوءَ حَالِهِ، وَمَعِيشَتِهِ، وَتَسَلُّطَ الشَّيطَانِ عَلَى قَلْبِهِ!! مِسْكِينٌ ذَلِكَ الإِنْسَانُ، صَرَعَ نَفْسَهُ قَبْلَ أنْ يَصْرَعَهُ عَدُوُّهُ!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.