مع القرآن الكريم لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تبارك وتعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ }.
تفسير ابن كثير : يقول ابن كثير في معرض تفسير هذه الآية: «وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيين والمشركين، الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة، المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي، يتخذونها هزواً: يستهزئون بها، ولعباً: يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد، وفكرهم البارد... واتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء. إن كنتم مؤمنين بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزواً ولعباً كما قال تعالى: {لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } ...».
تفسير فتح القدير : ويورد الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية أن «قوله تعالى: [لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا] هذا النهي عن موالاة المتخذين للدين هزواً ولعباً يعمّ كل من حصل منه ذلك من المشركين وأهل الكتاب وأهل البدع المنتمين إلى الإسلام، والبيان بقوله تعالى: [مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ] ...».
تفسير القرطبي : وقد أيَّد القرطبي ما ذهب إليه الإمام الشوكاني وابن كثير بأن الله «... نهاهم أن يتخذوا اليهود والمشركين أولياء، وأعلمهم أن الفريقين اتخذوا دين المؤمنين هزواً ولعباً، والمعنى لا تتخذوا المشركين والمنافقين أولياء، بدليل { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } والمشركون كلهم كفار... ».
موالاة الكفار : والآيات كثيرة جداً بتحريم أخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين. قال تعالى: { لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }
وقال: { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } وقال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وغيرها من الآيات.
فما بال المسلمين اليوم يتحكم في أمورهم ويرعى شؤونهم الكفار وهم راضون بذلك. عجباً والله، كأنهم لم يسمعوا قوله تعالى، أم سمعوا ولكن وضعوا أصابعهم في آذانهم! المسلمون اليوم يتسلَّم رقابهم الكفّار وهم فرحون بمصابهم، يهان دينهم، ويعذَّب أولادهم في سجون الحكام الكفرة، وهم ساكتون كالهررة أيضاً بل أضل وأخزى. فلنسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرُنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعُنه فلا يستجاب لكم».