الإثنين، 02 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
كيف تصون قيم الإسلام والخلافة الأمومة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كيف تصون قيم الإسلام والخلافة الأمومة


(مترجم)


• رفع الإسلام من مكانة الأمومة، ومنحها مكانة عالية في المجتمع، ونسب قيمة كبيرة لدور النساء كربات بيوت، وكمقدمات للرعاية الأولية ومربيات للأطفال. نصت العديد من النصوص الإسلامية على الأجر الكبير للزواج وإنجاب العديد من الأطفال، ووصفت المعاملة التفضيلية التي تستحقها الأمهات من أطفالهن. قال الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]. جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» (رواه البخاري ومسلم)، ويقول رسول الله r «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ» (رواه أبو داود)


• إن رؤية الإسلام لمكانة الأمومة العالية وأهميتها يعاد فرضها من خلال وصف أدوار وواجبات وحقوق محددة للرجال والنساء في الحياة الأسرية. وهو يعرف الدور الأساسي للنساء كربات بيوت وراعيات للأطفال، ودور الرجال كأولياء ومعيلين للأسرة. وهذا الدور الأساسي للمرأة لا يلغي حقها في العمل إذا رغبت في ذلك. بل إنه يوفر للنساء امتياز النفقة - الذي يوفره دائما زوجها أو أقاربها الذكور الذين هم ملزمون بالمحافظة على النساء من أفراد أسرهم ماليا، مما يرفع عن كاهلهن عبء السعي لكسب عيشهن. يقول الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [النساء: 34]، ويقول r: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ...» (رواه البخاري ومسلم)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ﴾ [البقرة: 233]


• الخلافة على منهاج النبوة ستحمي الأدوار المحددة في الإسلام لكل من الرجال والنساء في الحياة الأسرية، وستعزز من الدور المهم للنساء كزوجات وأمهات. وسيشمل ذلك ضمان توفير الأمور المالية للنساء بحيث لا يتعرضن للضغوط لكسب لقمة العيش وتهديد واجباتهن المهمة تجاه أطفالهن وأسرهن. على سبيل المثال، إذا لم يكن لدى المرأة أي أقارب ذكور لدعمها، ففي ظل الإسلام، الدولة ملزمة بإعالتها. ولذلك فإن الأحكام الإسلامية المطبقة في ظل الخلافة تدعم الأمهات في أداء واجباتهن الحيوية المتمثلة في رعاية أطفالهن وتربيتهن ورعاية منازلهن. كما أنها تضمن الأمن المالي للمرأة وتضمن عدم التخلي عنها أبدا لإعالة نفسها وأطفالها.


• يقول r: «مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأِهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ» (رواه مسلم)


"الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت". المادة 112، مشروع دستور حزب التحرير لدولة الخلافة


"قوامة الزوج على الزوجة قوامة رعاية، لا قوامة حكم. وقد فرضت عليها الطاعة، وفرض عليه نفقتها حسب المعروف لمثلها". المادة 120، مشروع دستور حزب التحرير لدولة الخلافة


"تضمن الدولة من لا مال عنده ولا عمل له، ولا يوجد من تجب عليه نفقته، وتتولى إيواء العجزة وذوي العاهات". المادة 156، مشروع دستور حزب التحرير لدولة الخلافة


عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني في الإسلام قدم أول نظام استحقاقات للطفل في العالم، وتوفير بدل للوالدين لمساعدتهم في الرعاية المالية لأطفالهم.


• امتياز نفقة المرأة تم الحفاظ عليه بشكل صارم في ظل الحكم الإسلامي.


جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَىَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا قَالَ: «لاَ إِلاَّ بِالْمَعْرُوفِ».


كتابات من كتب الأحكام للعلماء المسلمين خلال الخلافة العباسية، على سبيل المثال من القرن التاسع، الفقيه الحنفي العراقي الخصّاف، يصف كيف تقدم النساء شكاوى إلى القضاة ضد الأزواج الذين لم يقدموا لهن ما يكفي من المال، أو الذين ذهبوا في رحلة لعدة أشهر ولم يتركوا لهم إعالة كافية. ويطلبون من القاضي تعيين كفيل يكون مسؤولا عن دفع النفقة. وإذا اختفى أزواجهن، فقد يذهبن إلى القاضي ويطلبن منه تعيين وكيل لإدارة أملاك الزوج ودفع النفقة.


وتبين السجلات القضائية من الخلافة العثمانية أيضا أن الرجال ملزمون قانونا بحفظ زوجاتهم وأطفالهم ماليا. وإذا رفضوا ذلك، يمكن للزوجة أن ترفع شكوى إلى المحكمة ويقوم القاضي بإنفاذ الدفع. ويشمل ذلك إتاحة أي من ممتلكات الزوج لهم لتوفير مستوى المعيشة الذي اعتادوا عليه. ويمكن للزوجات المهجورات المطالبة ببدل معيشة لهن ولأطفالهن من أي جزء من ثروة أزواجهن أو ممتلكاتهم. ويمكنهن أيضا أن يطلبن من المحكمة أن تأمر بإصدار قرض باسم زوجها، تكون الزوجة مدعومة منه، وأن يكون مسؤولا عنه. وهذا مثال على إحدى هذه الحالات من السجلات القضائية لمدينة قيصري زمن الخلافة العثمانية:


"سينيت آنا بنت الشيخ محمد أفندي ترفع دعوى: أنا زوجة عبد الفتاح بن عبد القادر من غولوك ماهال (حي)، والذي كان غائبا لفترة طويلة. أريد بدل معيشي. طلب من سينيت آنا أن تقسم يمينا أن زوجها لم يخصص لها شيئا. ثم حصلت على خمسة عشر آقجة يوميا، وإذن للحصول على قرض" (سجل قيصري 1034ه)


• تم تعزيز رؤية الإسلام للاحترام الكبير الذي تستحقه الأمومة وأهميتها في الحياة الأسرية والمجتمع في ظل الحكم الإسلامي، وتشكيل عقلية رعايا الدولة تجاه هذا الدور الحيوي للمرأة. واستمرت هذه الأمهات التي لا مثيل لهن بالتنعم في ظل الإسلام طوال تاريخ الخلافة. في الخلافة العثمانية على سبيل المثال، عززت الأمومة وضع المرأة داخل المجتمع وتم تبجيل الأمهات ومعاملتهن بعناية فائقة من قبل أطفالهن. وفي المقابل، قامت الأمهات بتعليم أطفالهن بحب وعاطفة هائلة.


قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "لا أعرف عمل آخر يقرب العبد إلى الله أفضل من حسن معاملة الأم واحترامها".


وروي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رأى مرة رجلا يمنيا يطوف حول الكعبة حاملا أمه على ظهره. قال الرجل لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: "أَحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَهْ، تُرْضِعُنِي الدِّرَّةَ وَالْعُلَالَهْ، هَلْ يُجْزَيَنَّ وَالِدٌ فِعَالَهْ؟" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "لَا وَلَا طَلْقَةً".


زين العابدين، أحد العلماء المشهورين سئل، "أنت الشخص الأكثر رعاية لأمه، ولكننا لم نرك أبدا تتناول الطعام معها من طبق واحد"، أجاب: "أخشى أن تأخذ يدي الطعام الذي رأت عيناها في الطبق، وبعد ذلك أكون عاصياً لها".


"سمة جميلة في شخصية الأتراك هو تبجيلهم واحترامهم لسبب وجودهم... الأم هي المستشار الحكيم؛ فهي تستشار، يعهد إليها، يستمع إليها باحترام وإذعان، مكرمة لآخر عمرها وتذكر بالمودة والرحمة والندم بعد موتها". اقتباس من "مدينة السلطان والأخلاق المحلية للأتراك عام 1836" من قبل جوليا باردو، شاعرة بريطانية، مؤرخة، ورحالة.


• إن نظام التعليم ووسائط الإعلام في الخلافة، فضلا عن البيئة الإسلامية العامة في المجتمع، سيساعد الأمهات المسلمات على تحمل مسؤوليتهن الجسيمة في تربية أطفالهن ليصبحوا شخصيات إسلامية قوية، مكرسين لخدمة الله سبحانه وتعالى، ومن ثم رعايا مستقيمين في الدولة يكونون مصدرا للخير لمجتمعاتهم.


ولذلك فإن الإسلام لديه رؤية لا مثيل لها لأهمية الأمومة، مصحوب بمجموعة من القوانين والواجبات المقررة على الرجل والمرأة لضمان حمايتها ودعمها. في ظل الحكم الإسلامي، غرس هذا داخل النساء شعورا كبيرا من قيمة الذات من واجباتهن المهمة كربات بيوت وراعيات لأطفالهن، والتي قاموا بها بأقصى قدر من الجدية والرعاية. وتنشئ الأحكام الشرعية أيضا وحدات أسرية قوية وموحدة. ومن ثم فإن الخلافة هي وحدها التي تطبق الإسلام بشكل شامل من شأنه أن يعود بالمكانة العظيمة التي تستحقها الأمومة داخل المجتمع، وتكفل حقوق الأطفال وتنشئتهم بفعالية، وتحمي حرمة الحياة الأسرية وانسجامها.


كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع