السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الكلمة الختامية لمؤتمر الأسرة التحديات والمعالجات الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 كلمات المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في تونس بعنوان:
"الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"

يوم السبت 18 صفر 1440هـ الموافق م2018/10/27

الكلمة الختامية

(مترجمة)

 

 


أخواتي العزيزات الكريمات، أود أن أنهي هذا المؤتمر أولا بحمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه لعونه سبحانه في إنجاح هذه الحملة والمؤتمر - "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية" - نجاحا كبيرا فلله الحمد والمنة. كما أود أن أشكركن جميعا على حضوركن اليوم، وجميع الإخوة والأخوات الذين عملوا بلا كلل لجعل هذا الحدث ذا أهمية بالغة، بما في ذلك العاملين في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وحزب التحرير / ولاية تونس، وفي المقدمة أمير حزب التحرير، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليكم رحماته وأن يجزيكم جميعاً خير الجزاء. آمين اللهم آمين.


أخواتي العزيزات، إن وحدة الأسرة وتناغمها تتفكك أمام أعيننا. لقد تمزقت عائلاتنا وأصيبت بالاضطرابات والارتباك والحسرة؛ بسبب القيم والقوانين والنظم الليبرالية والمادية والنسوية بالإضافة إلى المعتقدات والتقاليد غير الإسلامية الأخرى التي انتشرت في مجتمعاتنا وفُرضت على بلادنا الإسلامية من الأنظمة التي تحكمنا. لقد أدى كل هذا إلى نثر البؤس بين الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، وولّد سلسلة من المشاكل لمجتمعاتنا. وعلى الرغم من هذا كله، يبدو أن هذه الأنظمة مُصرّة على دفع عائلاتنا إلى المزيد من الدمار من خلال تبني هذه المعتقدات الكارثية وتعزيزها وفرضها بحماس أكبر من خلال أنظمة التعليم والإعلام والمنظمات النسائية وسياسات الدول في بلادنا.


أخواتي العزيزات، لا يمكننا ببساطة أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهذه التجربة في الهندسة الاجتماعية، أن تستمر وتزداد سوءا داخل مجتمعاتنا، المستوحاة من الليبراليين الغربيين المستهترين، والتي دمرت نسيج حياتنا الأسرية. كتب (جويل كوتكين)، وهو زميل في الدراسات الحضرية بجامعة تشابمان بكاليفورنيا "في العقود القادمة، سيتحقق النجاح لتلك الثقافات التي تحافظ على مكانة العائلة". فمن الواضح أيتها الأخوات، أنه إذا لم نقم بمعالجة هذه الأزمة بفعالية، عندها سوف يكون الفشل حليف أجيالنا ومجتمعاتنا القادمة. وهذا يعني أننا لا نستطيع الحوم حول هذه المشكلة التي تزداد يومًا بعد يوم، أو نضع آمالنا في الاستراتيجيات والسياسات المعاد تدويرها، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في معالجة هذه القضية في دول عبر العالم. لا! نحن بحاجة إلى العمل بشكل عاجل، وبحاجة إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سليم وشامل لهذه الأزمة في وحدة الأسرة.


هذا يتطلب منا كمسلمين أن نعترف ونؤمن إيماناً كاملاً أولاً أن دين الإسلام فقط بقيمه وأحكامه ونظامه الاجتماعي هو الذي يحل أزمة "الأسرة" هذه، لأنه وحده يجسد تلك المفاهيم السامية التي تنظم بفعالية العلاقة بين الرجل والمرأة وتنظم الواجبات والحقوق الزوجية بطريقة تنتج وتحمي تناغم وقوة وحدة الأسرة. إن تبني أي طريقة أخرى للحياة في هيكل أسرنا ومجتمعاتنا لن ينتهي إلا بالفشل! لذا نحتاج إلى رفض أي معتقدات أو تقاليد أو أنماط غير إسلامية، ونثقف أنفسنا وعائلاتنا وشبابنا ومجتمعاتنا على نحو مكثف وشامل بالمبادئ الإسلامية والنظام الاجتماعي المتعلق بالزواج والحياة الأسرية. هذا إلى جانب السعي لإيجاد بيئة في بيوتنا ومدارسنا ومجتمعاتنا بأفضل ما يمكن في زرع مفهوم التقوى وحب وطاعة أوامر الله سبحانه والوقوف عند حدوده ونيل رضوانه قبل كل شيء، مما يدفع المؤمن إلى أن يصبح أفضل زوج، وزوجة، ووالد، وابن وابنة ومسلم إن شاء الله.


ثانيا، أخواتي، يجب علينا أن نقف ونعارض بقوة أية محاولات تقوم بها منظمات دولية أو مجموعات نسوية أو حكومات لعلمنة وتحرر قوانين الزواج والأسرة في بلادنا الإسلامية، أو للترويج لمُثلِها الغربية الخاطئة داخل مجتمعاتنا بعمق أكبر، والتي تعهد بالمزيد من التفكك في هيكل الأسرة. كما يجب علينا رفض الأكاذيب والتشويه وشيطنة الأحكام الاجتماعية والأسرية الإسلامية من قبل العلمانيين والنسويين الذين يدّعون بمكر أن هذه الأحكام الإسلامية تضر بالمرأة والأسرة والمجتمع، بينما تتجاهل الفوضى الأخلاقية والاجتماعية، بما في ذلك وباء الانهيار الأسري، والعنف المنزلي وإهمال حقوق الأطفال، المتعمقة بأفكارهم العلمانية والليبرالية والنسوية داخل الدول.


وأخيرا أخواتي، علينا الاعتراف بأنه يمكننا الحفاظ على الأسرة من الانهيار فقط بإقامة نظام يقدر حقا قدسية الزواج والحياة الأسرية. ولا يوجد أي دولة أو قيادة أو نظام معتقداته وقيمه وقوانينه تجسد وجهة النظر هذه، أو لديه رؤية وخطة شاملة لكيفية رعاية وحماية الزواج السعيد والوحدة الأسرية المنسجمة والقوية غير دولة الخلافة على منهاج النبوة. فيا أخواتي العزيزات، نحن أخواتكن في حزب التحرير، ندعوكن للانضمام إلينا في هذه الدعوة السامية، وأن تبذلن كل ما أوتيتُنّ من قوة، وتحملن هذه الرسالة إلى كل من تعرفن، وتستخدمن كل التأثير الذي أنعم الله سبحانه وتعالى به عليكن، لإقامة هذه الدولة العظيمة، هذا الوصي والحصن المتين للأسرة، والتي سوف تستخدم كل أدواتها لمعالجة تفكك وحدة الأسرة، وحمايتها من جميع الجوانب، وتعيد مرة أخرى القوة والوئام لعائلاتنا فتصبح مصدرا لسعادتنا وصفة مميزة لهذه الأمة الإسلامية. والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُوْلَـٰئكَ هُمُ ٱلفَائزُونَ﴾.

 

 

د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

------

 

لزيارة صفحة المؤتمر اضغط هنا

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع