الخميس، 24 صَفر 1446هـ| 2024/08/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
التحالف العسكري للأنظمة المستبدة باسم الإسلام لمحاربة المسلمين، فأين علماء الإسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

التحالف العسكري للأنظمة المستبدة باسم الإسلام

 

لمحاربة المسلمين، فأين علماء الإسلام؟

 

 

 

تلقفت وسائل الإعلام خبر إعلان السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة الإرهاب باهتمام، وقال وزير الدفاع السعودي إن التحالف الجديد الذي سيكون بقيادة السعودية، لا يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل سيتصدى لأي منظمة إرهابية، وسيقوم بالتنسيق مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم، لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان. وأن الدول التي وافقت على تشكيل التحالف تضم دولا عربية مثل مصر وقطر والإمارات، إضافة إلى دول غير عربية مثل تركيا وماليزيا وباكستان ودول خليجية وأفريقية. وشدد أنه سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا، بحسب ما أوردت الجزيرة نت في 2015/12/15.

 

ينمّ هذا الإعلان العسكري عن بوادر التحرك البري للتصدي للثائرين ضد الحكام المستبدين، وفيه تجسيد جديد لدور السعودية في تنفيذ المصالح الأمريكية، وهو تحرك عسكري من أجل حماية العروش لا حماية الشعوب، وقد عاينت الأمة ما أجرمته السعودية وحلفها وعاصفتها في اليمن، وها هي تحث الخطى في خدمة مشاريع أمريكا في المنطقة، وتحارب تحت رايتها وشعارها من الحرب على الإرهاب.

 

وإن ما يزيد بشاعة وخطورة هذا الحلف أنه أعلن حربا فكرية وإعلامية على ما يسمونه الإرهاب، ولا يخرج تعريفه عند سيدتهم أمريكا عن "الإسلام السياسي" الذي يسعى لخلع العروش وتحطيم القصور الرئاسية التي تمتهن الشعوب وتستعبدهم، من أجل النهضة والتحرر على أساس الإسلام الذي يعبّد العباد لرب العباد، ويرفض الذل والخنوع للملوك والحكام. ولذلك من المتوقع أن تتسع قائمة الفصائل والتنظيمات الموصوفة بالإرهاب، حتى تدخل تحت حرب الحكام الإعلامية والفكرية، إن لم تجد ما يبرر حربها العسكرية.

 

إن هذا الإعلان يأتي متحديا للأمة الإسلامية في عقيدتها وثقافتها ومشاعرها، ومع ذلك لم يحسب هؤلاء الحكام حسابا لغضبة الأمة، وهم يروجون باطلهم هذا بعدما عملت ماكينتهم الإعلامية طوال الفترة الماضية على شحن العواطف ضد بعض الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة، فيما تمّ غض الطرف عن كل جرائم الاحتلال اليهودي في فلسطين، وكل جرائم الاستعمار الروسي والأمريكي والأوروبي في الشام والعراق، وما قطعوه من أشلاء الأطفال وما هدموه من عمران فوق رؤوس الآمنين من النساء والشيوخ، ومن قبلُ ما أراقوه من شلال دماء في أفغانستان، ليحدد الحكام أن الخطر هو الإرهاب المنسوب للإسلام، أما إرهاب الاستعمار فهم جزء منه وخدّامه.

 

إن هذا الحلف شيطاني الطابع يقوده دجّال، وبكل أسف يجد منابر الإعلام مشرعة للدفاع عن أباطيله، كما دافعت من قبل عن عاصفة الحزم وكما روجت بعض أبواقه للجهاد فيها، فهل سيستخذي علماء السعودية وعلماء الحركات الإسلامية من جديد أمام هجمة الحكام هذه؟!

 

إن مشايخ آل سعود قد ظلوا طوال العقود الماضية يتغنون "بعقيدة" الولاء والبراء، ويكفّرون المسلمين بناء على فهمهم الخاطئ، ولكنهم اليوم يقفون صامتين أمام جرائم الحكام وعلى رأسهم الملك سلمان، ممن يستبيح دماء المسلمين، ويحمي دماء اليهود والمستعمرين، ويتناسون أن الله قد حذرنا من حقد اليهود والمشركين ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ!

 

هل سيغرد هؤلاء العلماء من جديد في سرب آل سعود ومن لفّ لفيفهم من حكام الخليج ومصر وتركيا؟ وهل سينضمون للأبواق التي تحذر من خطر الإرهاب لدى الثوار وتتغافل عن إرهاب الاستعمار؟ وهل سيقبلون أن يناقضوا آي القرآن و"عقيدة" الولاء والبراء التي جعلوها عنوان مواقفهم من المسلمين؟ أم سيصدعون بكلمة الحق وبواجب توجيه هذا الحلف نحو قتال اليهود وطرد المستعمرين من بلاد المسلمين؟

 

إن هذا التحالف يزيد من بشاعة النظام السعودي، ويكشف عن آخر ورقة توت يتستر بها وهو يتمسح بمسوح الإسلام، كما يفضح بقية أطراف الحلف، وهو يوجب على أهل الحجاز وأهل الخليج قبل غيرهم أن يثوروا على ملوك الطوائف وأمراء النفط، وأن يلتحموا مع ثورة الأمة في الشام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

الدكتور ماهر الجعبري

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع