قمة الهاوية!!

من بلاد الحجاز تنطلق الرصاصة الأولى بالتآمر على دولة الخلافة بقيادة الشريف حسين بمساعدة الإنجليز، وبنفس السيناريو وبنفس الأشخاص مع تغيير الوجوه يتم التآمر ضد عودة الخلافة الراشدة ومن نفس الأرض والمكان!!

رحماك يا ربي، البلاد الطاهرة التي انبثق منها نور الإسلام بالرسالة المحمدية الطاهرة التي أنارت العالم بأسره لاثني عشر قرناً تصبح مكاناً تعقد فيه المؤامرات ضد المسلمين في كل مكان وتصبح سنداً وحلفاً لأعداء الدين وتشرعن هذه الأمور!! فها هي ترسل أبناء المسلمين إلى اليمن وتدعم مادياً من يسعى لإخماد نور ينبلج من ثرى الشام الطاهر وتزج بشباب مسلمين ليقتلوا مسلمين مثلهم، أي من مكان كان منطلقاً لنور الإسلام إلى مكان يحاولون فيه إطفاء هذا النور ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8].

مصيبة أن تتحول أرض خرج منها نور أضاء العالم بأسره إلى مكان لإطفاء هذا النور، ومصيبة أخرى أن يتآمر الذين من أرضهم خرجت أعظم رسالة للبشرية تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد!! إنها أرض الحرمين الشريفين وبالعاصمة تحديداً الرياض يجذب أصحاب العباءات والملايين - والذين لا يكادون يفقهون قولاً - أفراداً تربطهم بهم مصالح مادية ونفعية ويضعون أيديهم بأيدٍ تقطر دماً من دماء المسلمين ويوهمون الناس البسطاء أنهم يخدمون الإسلام والمسلمين ليخرجوا لنا قمماً، وللأسف أن الاسم لا يليق بالمنحدرات التي سقطوا فيها، وأن تطالبوا يا من صدعتم رؤوس العباد بالمنهج السلفي وتدّعون أنكم تحكمون وتطبقون الإسلام، أن تصل بكم الأمور لأن تطالبوا بدولة مدنية ديمقراطية علمانية!!

ماذا سيكون جوابكم لمن هدم بيته فوق أطفاله؟

ماذا ستقولون لمن تشرد في بقاع الأرض وذاق الذل والهوان من هذا وذاك؟

ماذا ستقولون لمن وضع في أقبية وسجون ليس لها عنوان وبرقم لا يعلمه إلا من أدخله ونسيه في ظلمات وقهر وتعذيب؟

ماذا ستقولون لرجال كسرت هامتهم وذاقوا الذل... وذاك الزنديق يجر أخته أو زوجته أو ابنته لمصير لا يعلمه إلا الله؟

هل كل هذه المشاهد الأليمة غابت عن عيونكم وستجمعكم مع القاتل جلسة وحوار وإقرار؟! إن هذا والله لشيء عجيب!!

إنكم ومن حولكم تحاربون رجالاً يقولون ربنا الله ونريد لشرعه أن يحكمنا ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾...

لقد توالت المؤمرات على أهل الشام ولكن الله معهم وسيحبط أعمالكم، وإن ما تنفقونه لتصدوا عن سبيل الله سينقلب عليكم حسرات، ويحق الله الحق بكلماته بوجود رجال حزب التحرير الذين يكشفون المستور وما تخفون في زواياكم المظلمة ويقفون مع المخلصين من الأمة في دعم الثورة الصافية النقية التي تسعى لتحكيم شرع الله عندما اتخذوا شعارهم هي لله... هي لله...، وإن الله ناصر عباده ولو بعد حين.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسيبة إبراهيم