الخميس، 24 صَفر 1446هـ| 2024/08/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
قم يا خالد بن الوليد... قم يا صلاح الدين... قم يا محمد الفاتح

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قم يا خالد بن الوليد... قم يا صلاح الدين... قم يا محمد الفاتح

 

 

ها نحن الآن يا قادة نناديكم في قبوركم، ونستصرخكم، بعد أن كدنا نفقد الأمل في أحياء ليكونوا أمثالكم، وما دعانا لندب أصحاب القبور، هو المآسي الحاصلة في الأراضي التي حرّروها.

 

ففي اليمن السعيد أرض الحكمة نجد كيف يقاتل المسلمون بعضهم بعضًا، وتُستباح الأعراض، والسجن، والحصار... بلا رادع، ولا رجل قوي رشيد يقف ويقول كلمة الحق في وجه ظالم فاسق من حكام الخليج. فكيف للجيوش المسلمة المسلّحة بالأسلحة من أجل حماية الأرواح والأعراض والدين، أن تستخدمها من أجل قتل إخوتها؟ من أجل ماذا تفعل هذا؟ أمن أجل أن تعلو كلمة الله، ويُطبق الإسلام؟ لا والله، بل من أجل رضا الغرب الكافر الحاقد، المطمئن في بلاده يتفرج من بعيد على ما يحدث من القتل والشرور!

 

أما بلاد هارون الرشيد، فها هي القوات العراقية تصول وتجول في العراق مدمرة له، تهجّر العباد بذريعة واهية. فكيف لهذه القوات التي أُنفق عليها المليارات من الدولارات من عتاد وتدريب، أن تسقط على رؤوس الناس شتى أنواع الأسلحة، حتى أصبحت أرض العراق أرض تجارب للأسلحة، ومكب نفايات لبقاياها؟ فلكم الله يا أهل العراق. أما من رجل قوة رشيد يقف أمام هذا الحقد والاضطهاد البغيض للبشر، ويقول كلمة الحق، ويوقف هذا الزحف المهلك للأرض والناس؟!

 

أما بلاد العثمانيين التي حكمها عملاء الأمريكان بعد سنين طوال من كيدهم وعملهم الدؤوب لشراء الذمم فيها، ها هي اليوم تستنفر جيشها وقواتها ليس لتحرير أرض محتلة، أو نصرة الحق، أو نجدة ملهوف، بل من أجل القضاء على أي صوت ضد النظام، مهما كان! مرت سنون طوال والجيش التركي شغله الشاغل الأكراد، والقضاء عليهم، والجور بهم كغيرهم، فيضرب أي رجل في تركيا أو العراق أو حتى سوريا لمجرد كونه كرديًا، فأصبح الأكراد أهدافًا شرعية للجيش التركي الذي يحركه عملاء الأمريكان في تركيا!

 

أما أهل الشام، فها هي وقد استنفرت كل قوى العالم جميع قواتها وإمكانياتها، وعملائها وحتى أذناب عملائها، أمثال حزب إيران في لبنان، من أجل القضاء على مطلبهم وحقهم في التحرر من العبودية لغير الله. فتحاصرهم جيوش الأنظمة في بلادهم، وبالطائرات تقصفهم، وتستخدم ضدهم كل أنواع الأسلحة. وأخيرًا الحصار القاتل المميت بشكل بطيء، خاصة في مضايا، حيث يأكل أهلها أي شيء تقع عليه أعينهم، لا لشيء سوى أنهم قالوا للظالم أنت ظالم! والغريب أنه لو نظرت للتاريخ، تجد أن مثل هذا الحصار بمنع مقومات الحياة حدث فقط عندما حاصرت قريش الرسول الكريم e ومن تبعه في الشعاب، فهل هي مصادفة؟ أم هذا مصير من كان على حق؟

 

فقم يا خالد بن الوليد، الذي قلت "لا نامت أعين الجبناء"، قم فلم تلد الأمة بعد أمثالك، ونحن بأمس الحاجة لك. قم يا صلاح الدين، قم وانظر ماذا حدث لما منعت نفسك من الابتسامة قبل تحريرها، القدس وأكنافها، انظر ماذا حل بها بعد مماتك، وما صنع الناس من بعدك. قم يا محمد الفاتح، الذي أرعبت الكفار الحاقدين، وفتحت البلاد، وحكمت بالعدل، وصنت الأعراض، وانظر إلى من يحكم البلاد، عميل خالٍ من أي قيم، لا تعمل أي جوارحه نصرة للمسلمين، سوى لسانه الذي ينضح بالكذب، قم وانظر إلى البلاد التي حررتها دماء الشهداء أصبحت مهدًا للحاقد المستعمر لضرب أمتك. إننا لنستصرخكم ونستنجد بكم أيها الأبطال عسى أن يحرك هذا النداء مشاعر قائد أو ضابط في ثكنته، ويقول ألا ليتني مت قبل أن يُستنجد بمن هم في القبور ونحن أحياء. يا أيها الراقد في القبر انهض، عسى تتحرك الجيوش.

 

الله الله يا جيوش المسلمين، الله الله يا جنود المسلمين، للإسلام انهضوا قبل أن يتوقف نبضكم، فها نحن بأهل القبور نستنجد، فماذا بعد هذا؟ انهضوا وارفعوا الظلم عن أمتكم، وكونوا عند حسن ظنها بكم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح - أمريكا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع