- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
كيف نقضي على كارثة الدخان
(مترجم)
الخبر:
أوردت بيرناما يوم السابع من تشرين أول/ أكتوبر أن إندونيسيا سوف تنظر في طلب المساعدة من الدول المجاورة إذا ما استمر انتشار الدخان في الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وقال السفير الإندونيسي في ماليزيا هيرمان برينينو إن إندونيسيا ما زالت قادرة على حل المشكلة بمفردها ولكن إذا ما احتاجت مساعدة الدول المجاورة فسوف تنسق مع رئاسة جنوب شرق آسيا ASEAN.
وأضاف متحدثًا للصحفيين بعد حضور الاجتماع الافتتاحي الرابع عشر للمجلس الثقافي الاجتماعي لمنظمة ASEAN "تحاول إندونيسيا علاج المشكلة بشكل مستقل وإذا لم تحل مشكلة الدخان في غضون أسبوعين أو ثلاثة، فمن المؤكد أننا سوف ننسق للمساعدة من الدول المجاورة من خلال منظمةASEAN ".
وفي وقت سابق قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أن الجمهورية سوف تحتاج إلى ثلاث سنوات للسيطرة على احتراق الغابات والحقول وبعدها علاج مشكلة الدخان، التي لوثت الدول المجاورة. وصرح هيرمان أن الحكومة الإندونيسية قد اتخذت إجراءات لحل مشكلة الدخان التي أسفرت لغاية الآن عن إصابة 30.000 شخص بمشاكل في الجهاز التنفسي ومن هذه الإجراءات بناء قناة للصرف الصحي في أواسط كاليماناتا.
وهناك لغاية الآن 30 شركة متهمة بالتورط بالحرائق في الغابات في كاليماناتا قيد التحقيق وسوف تسحب رخص عملهم إذا ما تبين أنهم مذنبون. وفي وقت سابق اتخذت إندونسيا إجراءات ضد أربع شركات بسبب ضلوعها في حرق الغابات التي أسفرت عن انتشار الدخان الخطير في أجزاء من جنوب شرق آسيا.
التعليق:
كما نعلم فإن الدخان الحالي هو نتيجة لحرق الأراضي والغابات. إن المحن التي تصيب الإنسان من الله عز وجل هي نتيجة لأفعال الإنسان نفسه، وهي المأساة التي يجب أن توقظ الناس على أخطائهم ولكي يعودوا إلى طريق العلاج. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41]
إن كارثة الدخان صعبة أو حتى مستحيلة الحل طالما بقي النظام الرأسمالي الجشع يسيطر علينا. من أجل المنافع والمصالح الاقتصادية اغتصب حق الملايين في الأراضي والغابات ووهبت للقطاع الخاص. وهذه هي إحدى الأسباب الرئيسية لكارثة الدخان. لقد اتخذ من استولى على الغابات والأراضي الطريق المختصرة في تسهيل إدارتهم للأراضي عن طريق إحراق الغابات. إنهم يستخدمون النيران كطريقة رخيصة وسهلة والنتائج سريعة بدون مجرد التفكير بالمشاكل التي سوف تنجم عنها أو تضر بالسكان القريبين. وهذا المفهوم متجذر في النظام الرأسمالي.
لذا فإن الكارثة المتعلقة بإحراق الغابات والأراضي وأسفرت عن انتشار الدخان القاتل لن يقضى عليها إلا بتطبيق النظام الإسلامي. ينص الإسلام على أن الغابات هي جزء من الملكية العامة التي تخص الناس جميعًا. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام «المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار» رواه أحمد وأبو داوود.
وبوصفها ملكية عامة فيحرم إعطاؤها للقطاع الخاص، سواء أكانوا أفراداً أم شركات. ومن هذا المنطلق كان من الممكن السيطرة على المشكلة الأساسية وهي حرق الغابات قبل وقت طويل. على الدولة أن تدير الملكية العامة بما فيها مصلحة الناس. وفي حال طبق الأمر جيداً فمن المؤكد أنه سيحدث توازن اقتصادي في مصالح الناس وفي الوقت نفسه المحافظة على الغابات الطبيعية. ويجب على الدولة أيضاً أن تنشر الوعي في المجتمع في وجوب المحافظة على الغابات وفوائدها للأجيال القادمة. إذا ما استمر إحراق الغابات فيجب على الدول، وعلى الفور، علاج المشكلة بما يحقق مصلحة رعاياها.
أيها المسلمون، إننا نعي حقيقة الوضع، فدعونا نعمل سوياً على تطبيق الشريعة الإسلامية كاملةً. وهذا ممكن فقط عن طريق تطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. وهذا ما يجب على المسلمين كافةً العمل عليه وبشكل فوري.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار