- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استبدال الرأسمالية الكافرة بشرع الله هو أسُّ كل مصيبة ألمت بالمسلمين
الخبر:
نقلت جريدة الصباح العراقية في 2015/10/19 خبرا عن الاجتماع المنعقد في مدينة جنيف السويسرية لاتحاد البرلمانات الدولي (IPU) لمناقشة آخر التطورات والأحداث الجارية في عموم العالم، والذي مثل العراقَ فيه وفدٌ برلمانيّ رفيع المستوى. وقال آرام شيخ محمد - النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي، عضو الوفد - في كلمة له جاء فيها:
- التأكيد على أهمية بحث الحلول الجذرية لظاهرة الهجرة الجماعية لسكان الشرق الأوسط الذين يتركون بلدانهم بسبب الأحداث في المنطقة، داعياً إلى تكثيف الجهود الدولية للحد من انتشار العنف ومخاطر الإرهاب وإيجاد حالة أمنية مستقرة في المنطقة.
- وأن العراق استهدف من قبل الإرهابيين الذين عمدوا إلى سفك الدماء وتهجير الناس بدون أي استثناء بين مكوناته القومية والدينية والمذهبية،
- وأن الحلَّ يكمن في:
1- دعم عملية السلام،
2- وتحقيق العدالة الاجتماعية،
3- وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان في المنطقة،
4- والعمل على مساندة المؤسسات الشرعية.
التعليق:
صاحب المقالة هذه ينتمي لكتلة "التغيير" الكردية ضمن التحالف الكردستاني، وموصوفٌ - من كتلته - بأنه شاب طموح حاز على ثقة الجماهير وثقة أعضاء مجلس النواب لكونه من التكنوقراط ولديه عقلية سياسية ومنطق سليم ويتمتع بقابليات متعددة وتجارب جيدة في العمل السياسي"... لكنَّ ما صرَّح به آنفا تأباه العقلية السياسية والمنطق السليم.! بل لا يعدو كونه نموذجا من غالب أنماط السياسيين الذين يشغلون مناصب في حكوماتهم، وتربَّوا على المبدأ الرأسماليّ وعقيدته الباطلة، فنراهم يرددون كالببغاوات شعاراتِ وترهاتِ أسيادهم دون وعيٍ ولا إدراك، مُسبِّبين لشعوبهم الكوارث والأزمات.
والدعوة لتكثيف الجهود الدولية للحدِّ من انتشار العنف ومخاطر الإرهاب، هي عين ما يردده حكام المسلمين الظلمة ومعارضوهم المُزَيفون كلما أصاب رعاياهم من جَورٍ أو فساد حين يوجهون النداءات للمجتمع الدولي وضرورة المساهمة بجدٍ في حل المشاكل.. وهي دعوات لا تخرج عن إحدى حالتين: فإما جهلٌ ولا يليق مثله بمَن تسنَّم سُدة الحكم في بلد ما، وإما مكرٌ خبيث وخداعٌ لشعوبهم. كيف لا وهم يرون محاور الشر والطغيان وإحكام القبضة على ديار المسلمين وغيرهم من الشعوب المغلوبة تُصطنع وتدار من قبل دول الكفر المتنفِّذة في مصائر العالم كالأمريكان والروس والأوروبيين وأضرابهم من الدول الطامعة.
يُطالبون بزيادة الدعم والجدية وتقديم المعونات لدحر الإرهاب، وهؤلاء السياسيون يعلمون علم اليقين أن ما يجري من قتلٍ وخسفٍ وتشريدٍ ما هو إلا نتيجة حتمية لصراع تلك الدول الكافرة والراعية للإرهاب... وليسألوا أنفسهم مَن زرع الصهاينة في فلسطين؟ ومَن تسبب في خراب أفغانستان والصومال؟ وما أحداث اليمن ومأساة سوريا الشام وشعبها الذي مُزق شرَّ ممزق إلا مما عملته أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء...! فكيف تسوغُ مناشدتهم؟! أليس هذا من المكر السيِّئ وخداع الشعوب؟ ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾. ثم ألم تسقط كل شعاراتهم الكاذبة كعملية السلام، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان في المنطقة، والعمل على مساندة المؤسسات الشرعية؟!
لقد بان الصبح لكل ذي عينين، ولا يجوز أن تقبل الشعوب والجماهير الغاضبة منطق السطحية والخطب العاطفية، فها هي مأساة فلسطين وكشمير مضى عليهما عقود طويلة دون أن يُوجِدَ ذلك الصنم الأصم: المجتمع الدولي وهيئة أممه ومجلس أمنهِ حلا لأهل تلك البلاد، ولا تزال المظالم والقوارع تفتك بشعوب مقهورة غيرها رغم المؤتمرات والقرارات الدولية المتكاثرة على مدى قرنٍ من الزمان... وليعلم الجميع ألا خلاص ولا عدل ولا أمان للإنسانية المعذّبة إلا بأن تستظل بحكم الله عزَّ وجلَّ وتحتكم لشرعه سبحانه، ففيه العدل والإنصاف والرحمة، تضطلع به دولة ربانية هي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فيرعى خليفتها شؤون رعاياه بصرف النظر عن ديانتهم وألوانهم وأعراقهم، يمسح آلامهم، ويُداوي جِراحهم، ويغني فقيرهم، ويقوي ضعيفهم... فهو الملجأ - بعد الله تعالى - لكل خائف ومقهور، مصداق ذلك قول رسول الله r: «إنما الإمامُ جُنة يقاتل مِن وَرائه ويُتقى بهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق - بغداد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق