- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رواد الفنادق والخنادق على طاولة المؤامرة
الخبر:
في خطوة تظهر استمرار الانقسامات بين أعداء الرئيس السوري بشار الأسد، قال فصيل مسلح معارض إنه انسحب من اجتماع المعارضة السورية في الرياض يوم الخميس لأن مقترحات المعارضة لاقت تجاهلًا. واستهدفت المحادثات في السعودية جمع نشطاء المعارضة والفصائل المسلحة قبل محادثات سلام مع حكومة الأسد اقترحت عقدها قوى عالمية في اجتماع في فيينا الشهر الماضي. ودعا بيان صدر في ختام مؤتمر الرياض الذي استمر يومين إلى دولة مدنية ديمقراطية تحتوي الجميع ولا تقصي أحدًا، وطالب بضرورة مغادرة الرئيس الأسد سدة الحكم في بداية فترة انتقالية. وحث البيان على الحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية. لكن جبهة أحرار الشام السورية المسلحة قالت إنها قررت الانسحاب من المؤتمر بسبب عدم إعطاء الثقل الحقيقي للفصائل الثورية لا في تمثيلها في المؤتمر ولا في النتيجة التي أسفر عنها. (المصدر: رويترز).
التعليق:
غريبٌ أمر هؤلاء، يختصمون عند التقسيم، ولا نرى عندهم أي رؤية سياسية خاصة، ولا منهجاً يريدون تطبيقه! كيف يرتضون لأنفسهم هذا الموقف المخجل لكل ثائر وساعٍ للتحرر؟! يجتمعون بأمر من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين وثورة الشام المباركة، ولا يجدون حرجًا في أن يساقوا سوقًا إلى الرياض من قبلهم، ليخرجوا بقرار أن النظام باقٍ، وأن عليهم العمل مع النظام للقضاء على العدو المقرر لهم (تنظيم الدولة).
وإننا لا نعتب هنا على رواد الفنادق بل على ثوار الخنادق، فمن عاش في أحضان الغرب وعملائه وبين أذرعه لا يملك سوى الذهاب إلى أي مكان ارتضوه له، أما ثوار الخنادق، فكيف لهم أن يرتضوا لأنفسهم هذا الأمر أن يجلسوا مع من عاداهم وحاربهم لسنوات، ويقبلوا بأقل من الفتات؟!
إن مخرجات المؤتمر هي إبقاء الحال على ما كان عليه قبل الثورة، النظام نفسه بمسمى جديد (دولة مدنية ديمقراطية)، وأن يستقر الأسد في مكان آخر غير سوريا. أليست هذه من سخافة المجتمعين؟! فكلهم يدركون أنهم لو استطاعوا أن يطبقوا هذا الكلام ما وصل الحال بهم الآن في سوريا إلى ما وصل إليه. إن الغرب الكافر المستعمر يظن أنه بالبطش والتهجير والقتل قد روّض الناس وكأنهم حيوانات تروّض بالضرب!
أما حركة أحرار الشام، فإنها قد انسحبت لأنها وجدت كل القرارات جاهزة ومُعدّة وموضوعة على الطاولة، لا يُنتظر منها سوى أن تضع بصمتها عليها. فهل كان هذا الأمر خفيًا على حركة أحرار الشام؟ ألم يسمعوا النداءات التي دعتهم لعدم الذهاب إلى اجتماع المؤامرة على الثورة المباركة؟!
إن هذا الاجتماع لن ينجح بإذن الله، ولا يمكن أن يعول عليه من أطراف تصطاد في الماء العكر، من أبناء سوريا الخونة، أو من عملاء يسعون لإرضاء أسيادهم والحفاظ على كراسيهم، أو ممن اقتربت نهاية تاريخ سيادته على العالم (الغرب الكافر)، وهؤلاء لن يحصدوا ما زرعوا، ولن يحققوا أهدافهم الخبيثة، وسيكون تدميرهم في تدبيرهم، وأموالهم ستكون عليهم حسرة، بإذن الله، والنصر قريبًا إن شاء الله سيكون للثوار المخلصين.
﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا