الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رحى الحرب تدور حول إدلب ولكن ترويض الفصائل له الأولوية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رحى الحرب تدور حول إدلب ولكن ترويض الفصائل له الأولوية

 

 

 

الخبر:

 

دعت روسيا إلى مشاورات عاجلة في مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الأوضاع بمحافظة إدلب شمال سوريا، في وقت يستعد فيه النظام السوري للتدخل فيها عسكريا، وتزامنا مع تواصل تعزيز روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا خشية شنّ الغرب ضربات قريبا تستهدف نظام بشار الأسد، بعدما اتهمت موسكو فصائل المعارضة بالتحضير لعمل "استفزازي" بالمحافظة يكون ذريعة لتدخل الغرب. وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن الولايات المتحدة وألمانيا تستطيعان الحيلولة دون تنفيذ العمل الاستفزازي باستخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب، وناشد المسؤول الروسي واشنطن وبرلين استخدام الإمكانيات المتاحة لديهما للتأثير على المعارضة السورية المسلحة والجماعات الأخرى في إدلب. وعلى جبهة أخرى، أعلنت موسكو بدء محادثات مع مجموعات مسلحة في إدلب بحثا عن تسوية، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الضباط الروس في مركز المصالحة الروسي بسوريا يجرون محادثات صعبة مع زعماء المسلحين بإدلب الذين كانوا يسمون سابقا بـ"المعارضة السورية المعتدلة". كما قال شويغو إن الضباط الروس يجرون محادثات مع شيوخ القبائل في إدلب، بهدف تسوية الوضع في المحافظة. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

قد يتساءل المتابع لشئون ثورة الشام وما أصابها من جراحات وطعنات من الغادرين والخونة والمرتزقة؛ بدءاً ممن مثّلها غصباً عنها، مروراً بأصدقاء سوريا، ووصولاً لقادة فصائل وأعوانهم الذين باعوها وقبضوا ثمنها بخساً دراهم معدودة، وما علموا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى، يتساءل لماذا لم تُجهز أمريكا من خلال أدواتها في سوريا - روسيا وإيران - على ما تبقى من الثورة باحتلال النظام لإدلب وما حولها، وهكذا تكون المهمة قد أنجزت وعادت كل سوريا إلى حضن بشار؟

 

إننا نعلم أن أعداء الله لا ينتصرون بقوتهم الحقيقية، ذلك أنهم جبناء ولو تشجعوا أحياناً، وصدق الله العظيم حين وصفهم بقوله تعالى: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾، بل إنهم يعمدون إلى المكائد وإلى شراء الذمم وشق صف العدو بالترغيب والترهيب، ولنا بمثال احتلال أمريكا للعراق خير دليل، حيث كانت قوة الجيش العراقي مرعبة للعالم، لكن أمريكا عملت خلال أعوام قبل هجومها على العراق إلى شراء الذمم ودفع مبالغ باهظة لقادة الجيش حتى أخرجتهم كلهم من المعركة فزعمت أنها هزمت جيشاً وهي لم تهزم إلا نفسها بكذبها ونفاقها.

 

وهذا ما قامت به روسيا في كل المناطق السورية التي تم تسليمها دون قتال يُذكر وآخرها كانت حوران صاحبة شعار "الموت ولا المذلة" الذي سقط بملايين من الدولارات كفّن النظام الدولي بها هذا الشعار فضاع مع من ضاع من الذين نادوا "تسقط موسكو ولا تسقط درعا"، فيا حسرتاه على درعا الأبية وعلى حوران منبت الأبطال والنشامى!

 

لذا كانت صناعة المكائد هذه الأيام هي الشغل الشاغل لأمريكا وروسيا كي يستولوا على إدلب كقطعة حلوى يتم تقديمها من قبل بعض الخونة مقابل حفنة من الوعود والدولارات تحت شعار "تجنيب المدنيين أخطار القصف"، فيلوذ بعض القادة الحمائم والأرانب بالهروب من المعركة محمّلين "بالهدايا" من العم سام ومن الدب الروسي... لأن أكذوبة الفصائل المعتدلة لا تختلف كثيراً عن أكذوبة الفصائل الإرهابية، وللقضاء عليهما من قبل التحالف الأمريكي الروسي وزّعت أمريكا الأدوار على اللاعبين كما يلي:

 

- أمريكا تهدد بمعاقبة من يستعمل الأسلحة الكيماوية

- روسيا تحذّر الفصائل "المعتدلة" من الفصائل "الإرهابية" لأنه بحوزتها أسلحة كيماوية

- تركيا قلقة من أن حرباً على إدلب ستكون كارثية (وماذا عن التسليم؟ ألن يكون أكثر كارثيةً؟)

- النظام يتوعد ويحشد لتخويف أهل إدلب

- إيران ترفض عدم المشاركة "بتحرير" إدلب"!

 

وبعد كل هذه المسرحيات هناك حلاّن لا ثالث لهما لإدلب:

 

الأول: انقضاض كل هذه القوى على إدلب ومن فيها وتسليمها للنظام ليعيث فسادا فيها كما نعلم.

 

الثاني: انقضاض الفصائل على النظام وتلقينه درساً هو وروسيا لا يُنسى.

 

إن الخيار الثاني هو الخيار الذي تقف الأمة معه وتتمناه ولا يحول بينها وبينه إلا قادة مأجورون مهمتهم منع أي تحرك ضد النظام كما كان دور جيش "الإسلام" في تسليم الغوطة والذي حذّرنا منه حينها، تماماً.

 

ولا يُنهي حالة الجمود هذه إلا الحاضنة الشعبية إن تحركت وأجبرت - كما عهدناها - أبناءها من جنود الفصائل على نفض غبار الخيانة عن كاهلهم والتحرك للذبّ عن الأرض والعرض بما يرضي الله تعالى.

 

هذه هي سلعة الله، وسلعة الله غالية لا يحصل عليها إلا من أخلص عمله لله وحده، فسلعة الله ليست سلة دولارات، ولا مناصب سياسية ولا نصراً دنيوياً.. أبداً.. بل سلعة الله هي الجنة. فهنيئاً لمن فاز بها. ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ صدق الله العظيم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس هشام البابا

آخر تعديل علىالخميس, 30 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع