- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هموم كثير من نساء تونس في واد ومساعي السبسي في واد آخر!
الخبر:
انتشر على شبكة التواصل الإلكتروني مقطع فيديو لعدد من النساء وهن يجمعن ما تناثر من الحبوب من قطار الحبوب وهو على السكة وهو ما يعرض حياتهن لخطر محدق... لكن الفقر والخصاصة قد تغلبا على مشاعر الخوف من الموت عندهنّ وبان واضحا في الفيديو مدى المرارة والفاقة التي تعيشها أولئك النسوة ومقدار الحاجة وضيق الحال التي يعانين منها. (تونس سكوب)
التعليق:
بين الفينة والأخرى تصدمنا الأخبار والحوادث التي تعكس مدى معاناة الآلاف من نساء تونس لتفضح الأكاذيب التي طالما تروّج عن المرأة التونسية ومكاسبها وريادتها في العالم العربي.
النساء في الريف والعاملات في القطاع الفلاحي؛ والعاملات في الحظائر والأخريات اللواتي يجمعن القارورات من حاويات القمامة وغيرهنّ كثيرات؛ يصرخ واقعهنّ في وجه السبسي وبشرى بالحاج حميدة وغيرهما أنّ المساواة في الإرث وغيره من المسائل التي طرحتها لجنة الحقوق والحريات الفردية ليست بالحلول السحرية التي ستغير الحال وتزيح الغمّة عن حياة أولئك المنكوبات بالجوع والبرد والعطش وضيق ذات اليد...
ولو كانوا يريدون حقا ردّ حقوق النساء والنهوض بحالهنّ لالتفتوا لأولئك المحرومات ولَسَعَوْا جاهدين لضمان العيش الكريم لهنّ ورعاية شؤونهنّ، ولما ساروا في مسار الخضوع لإملاءات الغرب وشعاراته الخدّاعة التي لم تضمن في عقر داره لا حقوقا ولا أنصفت قضيّة ولا نصرت المظلومات.
إنّ نفاق حكام تونس ولجانهم وحرصهم الزائف على المرأة قد كشف حقا أنهم منفصلون عن هموم الناس ومشاغلهم ومطالبهم، وأنهم منغمسون فحسب في تنفيذ الأوامر ومحاربة كل ما فيه نَفَسُ الإسلام.
فيا حسرة على زمن كان يُنثر فيه الحب على رؤوس الجبال للطيور؛ حتى بات في زمننا هذا الحب المنثور دون قصد في قطار الحبوب ملاذا للبطون الخاوية من بني آدم!!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي