السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأمة هي صاحبة السلطان الحقيقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمة هي صاحبة السلطان الحقيقية

 

 

 

الخبر:

 

أُغلِقت صناديق الاقتراع في إندونيسيا بعد أن أدلى عشرات الملايين من الناخبين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. أعلن المرشح الرئاسي جوكو ويدودو أو جوكوي (رئيس الجمهورية الحالي) عن فوزه في هذه الانتخابات الرئاسية لعام 2019 بحصوله على 54.5 في المائة من الأصوات. وقال إن ذلك كما تشير إليه نتائج الإحصاء السريع لـ12 مؤسسة. بينما أعلن مرشح المعارضة الإندونيسية الجنرال السابق برابوو سوبيانتو فوزه وفق النتائج الأولية التي أحصتها المعارضة. واتهم برابوو بعض مراكز الاستطلاع التي أصدرت نتائج أولية تؤكد فوز الرئيس الحالي للبلاد جوكو ويدودو بأنها منحازة. وعثرت الهيئة الوطنية لإنجاح برابوو على 1،261 تقريراً عن الاحتيال في انتخابات 2019، وتم الحصول على التقارير من قبل فروع الهيئة من جميع أنحاء إندونيسيا. (ديتيك نيوز، 2019/04/20م)

 

التعليق:

 

المشاهد في الساحة أن مرشح المعارضة هو الفائز في هذه الانتخابات، وأما نتائج الإحصاء السريع التي ذكرتها الشركات الموالية للرئيس فما هي إلا تمهيد لمحاولة الغش التي تهيئ هيئة الانتخابات التي انكشف للشعب انحيازها الجلي لجوكو ويدودو. فلولا وسائل التواصل التي أصبحت المحطة الأخيرة للشعب الإندونيسي لتحري العدل حينما فقدوا الثقة بأجهزة النظام لما وسع المجال للمعارضة للفوز حتى ولو حصلت على الأغلبية الهائلة من أصوات الناخبين.

 

نعم، إن الانتخابات الأخيرة هي أشدها غشا وخديعة من النظام وقد فعل ذلك بكل وضوح وجلاء دون أي شعور بغضاضة وحياء. وهذا ظاهر من انحياز أجهزة الدولة لجوكو ويدودو، وقضية عدد الناخبين، وإشراك المصابين بالجنون في التصويت، وصنع صنادق الاقتراع من الكرتون، وإغلاق الفرص لبعض الناس من التصويت لأسباب إدارية، وكثرة بطاقات الاقتراع المختارة قبل التصويت، والفرار بها إذهابا لصوت الناخبين وتبديلا لها، وغيرها من القضايا بان للشعب أنها لمصلحة المرشح الرئاسي من النظام الحالي.

 

والآن انصب اهتمام الشعب الإندونيسي على عملية فرز أصواتهم من اللجنة الانتخابية، فعلى الرغم من أن عملية الفرز الرسمية ستجري من خلال العد اليدوي طبقا لقائمة الناجح وعدد أصواته في صناديق الاقتراع ولكن بيانات اللجنة الانتخابية عن أصوات الناخبين في موقعها الرسمي تبدي كثيرا من الغرابة والأخطاء في إدخال البيانات بحيث يجري ذلك ببطء شديد وإذا حصل الخطأ في التسجيل كان لصالح النظام. لأجل هذا فقد هبت الدعوة بين الجماهير إلى استعمال القوة المادية للشعب في محاولتهم لتغيير النظام.

 

حقيقة إن الانتخابات تعتبر وسيلة في اختيار الرئيس وعملية فرز الأصوات هي شيء إداري بسيط لا سيما في زمن التقدم التكنولوجي الهائل وهو لا حاجة إليه أصلا، ولكن التكنولوجيا في أيدي الأشخاص السيئين تجعل الأشياء البسيطة فوضوية. فإذا كانت الأمانة عند القائمين بها فالأمر يسير. ولكن يبقى للشعب الإندونيسي المسلم أن يعوا أن قضيتهم ليست فقط هؤلاء الحكام الظلمة ولكن سجنهم بواسطة تطبيق النظام الديمقراطي الذي لا يزال يخدعهم هو قضيتهم الأساسية.

 

نعم، ليس من السهل على أي شخص الفوز بأغلبية الأصوات، فقد استغل هذا النظام طرقاً عدة لاكتسابها، لكنه ​​فشل فشلا ذريعا عندما واجه حركة الشعب التي ولدت من الإيمان. وهذا الغش الفظيع والخديعة البشعة من النظام تدل دلالة واضحة على أن المشروع الحالي للشعب قد تحقق بالفعل وهو الفوز بأغلبية الأصوات للمعارضة لولا خديعة النظام الديمقراطي، وأثبتت في الوقت نفسه مدى قوتهم، فهم أصحاب السلطان الحقيقيون لا سيما عندما يتم الصراع بناء على الإيمان، حيث إن أسباب دعم الشعب للمعارضة إنما أتى من جراء ممارسة النظام المسيئة للإسلام والمسلمين. وهذا الفوز متحقق في الانتخابات من العام الماضي لاختيار حاكم جاكارتا حيث إن السيد باسوكي بورناما المعروف بأهوك الحاكم الحالي عندئذ فشل في تلك الانتخابات لإساءته للإسلام.

 

فهذه القوة الكامنة لدى الشعب الإندونيسي المسلم بإمكانها أن توصلهم إذا بذلت إلى الهدف الأعلى من مجرد تغيير الحكام والأشخاص، ألا وهو تطبيق شريعتهم وتعاليم دينهم الذي يمثل قضيتهم المصيرية، فما لم يغيَّر النظام ظل الشعب لعبة في أيدي هؤلاء المجرمين. والطريقة إلى ذلك ليست استعمال القوة المادية كما بدأت إثارتها مهما غضب الشعب، ولكن بالطريقة نفسها التي سار عليها الرسول r حينما حاول تغيير النظام الفاسد الجاهلي وجعل نظام الإسلام الذي هو رسالته محله. فليس بالمستغرب أن تعيد الأمة الإسلامية هذا التغيير الجذري وتنجح فيه كما نجح سلفهم ما داموا يسيرون على نهجهم، وقد ضمن الله سبحانه هذا النجاح حالة كونهم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، قال سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أدي سوديانا

آخر تعديل علىالأربعاء, 24 نيسان/ابريل 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع