رؤية الدولة اليمنية الحديثة وهمٌ جديد

الخبر:

أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في اليمن يوم الأحد 21 نيسان/أبريل الجاري خبرا بعنوان: صدور قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى باعتماد وثيقة الرؤية الوطنية. جاء فيه "صدر أمس قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم 82 لسنة 2019م باعتماد وثيقة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وآليتها التنفيذية...".

التعليق:

لا تشبه الرؤية عن الدولة اليمنية الحديثة الحوثيين البتة. فهي عبارة عن دولة مدنية ممجوجة من دون التصريح بها. فالحوثيون قدموا من صعده إلى صنعاء يلهجون بأن مسيرتهم قرآنية. وأنهم متوجهون صوب القدس لتحريره من يهود الغاصبين. فالرؤية التي أصدر المجلس السياسي الأعلى القرار باعتمادها ليست نتاجا لهم، ولكنها رميت عليهم من فوقهم، فلم يجدوا بداً من تلقفها واحتضانها وجعلها ابنة لهم رغما عنهم.

والعجب العجاب في أمر هذه الرؤية عن الدولة اليمنية الحديثة أن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي وعبد العزيز بن حبتور رئيس حكومة الإنقاذ كتبا في صحيفة الثورة نفسها التي نشرت خبر اعتماد الرؤية، كل يكيل لها المديح من جهته، كأنها العصا السحرية التي ستغير حال اليمن، لا فرق بينهما سوى أن الأول نشر له في الصفحة الأولى والآخر في الصفحة الأخيرة.

إن رؤية الدولة الحقيقية ليست كلاما على ورق، وإنما هي أفكار تترجم أعمالا تغير من حياة الناس نحو الأفضل، ولا تحتاج إلى ثناء ولا مديح. فإن الترويج لأفكار الدولة الرأسمالية العفنة صار ليس له قبول عند أمة حزمت أمرها في العودة إلى ربها لطاعته والتكفير عن خطاياها من بعد عصيانه في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تستريح في وراف ظلها من بعد أن أنهكها الشقاء والعنت في سعير غيرها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس: شفيق خميس – ولاية اليمن