- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ازدياد الاعتداءات على المسلمين في فرنسا خلال 2020
الخبر:
نشر موقع القدس العربي يوم الجمعة الماضي الموافق 2021/01/29 خبرا تحت عنوان "ازدياد الاعتداءات ضد المسلمين في فرنسا خلال 2020"، وأشار الخبر إلى أن الاعتداءات على المسلمين ارتفعت بنسبة 35% في فرنسا بين عامي 2019 و2020 وفق التقرير السنوي حول الإسلاموفوبيا الذي نشر يوم الخميس الموافق 2021/01/28، وقال المندوب العام للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري إن هناك زيادة حادة في الاعتداءات والتهديدات ضد المسلمين في 2020، ويؤكد عبد الله زكري أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تلقى على مدار 2020 أكثر من 70 خطاب إهانة أو تهديدات في منازل بعض المسؤولين بالمجلس.
التعليق:
إن ما يقوم به ماكرون وحاشيته من السياسيين المبغضين للإسلام من شيطنة للمسلمين واتهامهم أنهم يعملون على تمزيق المجتمع في فرنسا وأنهم بصدد إقامة مجتمع مواز كما ادعى ماكرون في أكثر من خطاب، ومن ثم توجيه أصابع الاتهام للمسلمين كلما وقعت عملية قتل أو تفجير حتى ولو كان الفاعل نصرانيا كما حصل قبل عدة شهور في ليون، ويقوم بعد ذلك الإعلام المسيس المبغض للإسلام والمسلمين بعملية غسيل دماغ للفرنسيين فيجعل الضحية مجرما والمجرم بريئا، أقول إنه من الطبيعي في ظل مثل الأجواء المشحونة أن تزداد اعتداءات الفرنسيين على المسلمين والتعرض لهم بالضرب والتهديد بالقتل والترحيل، فماكرون وسياسيوه هم مَن عززوا هذه الأجواء وهم مَن يدفع الفرنسيين إلى مثل هذه الأفعال، حيث صوروا لهم أن المسلمين ما هم إلا وحوش وسفاكو دماء يتربصون بكم الدوائر، ويريدون أن يمزقوا مجتمعكم وينهبوا خيرات بلادكم، ويعيشوا بحسب شريعتهم.
إن أي حاكم سويّ يشعر بالمسؤولية تجاه رعاياه لا يقوم بصب الزيت على النار ليحرق المجتمع بمن فيه، بل يقوم بصب الماء على النار ليطفئها فيحفظ حياة الناس، ويطبق القانون على الجميع بالسوية فلا فرق عنده بين أسود وأبيض، ولا فرق بين المهاجر والأوروبي، فيعيش الجميع بأمن وأمان، وهذا ما لم تقم به الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا، فهم في غاية التناقض عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فتراهم يحذرون من العنصرية مع أن عنصريتهم تجاه المسلمين تزكم رائحتها الأنوف، وتراهم يطردون بعض الأئمة الذين أطلقوا عليهم وصف أئمة الكراهية، مع أن كراهيتهم للمسلمين لم تعد تخفى على أحد، وقلما تجد خطابا لأحد سياسييهم لا ينضح بكراهية المسلمين، ومن شاء فليستمع إلى خطابات مارين لوبان التي سبق أن وصفت مسلمي فرنسا بالنازيين، وأما عن إهمال الحكومة الفرنسية للمناطق التي يعيش فيها المسلمون، والفقر المدقع وعدم توفير فرص العمل لهم فكل هذا مشاهد محسوس، ومع ذلك فالمسلمون مذنبون حتى تثبت براءتهم ويتم الاعتداء عليهم!
وفي ظل هذه الظروف العصيبة نتذكر حديث الرسول ﷺ: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، فلو كان للمسلمين إمام لما تجرأت فرنسا وغيرها أن تتعرض للمسلمين ولو بكلمة، أما والحال أننا بدون هذا الإمام، أي نحن كالأيتام على مآدب اللئام، فمن الطبيعي أن تستأسد الخراف وشذاذ الآفاق علينا، والله نسأل أن يجعل يوم قيام دولتنا ومبايعة إمامنا قريبا بل قريبا جدا، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام