- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الانبطاح للتطبيع مع كيان يهود خيانة لأمة الإسلام لا توقفها إلا دولة الخلافة
الخبر:
زار وزير استخبارات كيان يهود إيلي كوهين العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد أشهر من اتفاق السودان وكيان يهود على تطبيع العلاقات، ولم يُعلن مسبقاً عن زيارة يوم الاثنين 25/1/2021م، التي تُعد الأولى من نوعها، وقال مكتب كوهين إنها المرة الأولى التي يقود فيها وزير لكيان يهود وفداً إلى السودان، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء. وبحسب متحدث كيان يهود، التقى كوهين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ووزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، كما التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووقع الاثنان مذكرة شملت الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
التعليق:
لم يعد يخفى على أحد خنوع هذه الحكومة السادرة في غيها، في الانبطاح لكيان يهود، وفي عقد الاتفاقيات معه دونما مراعاة لمشاعر المسلمين الساخطة على مثل هكذا تفاهمات لا تجلب لنا سوى مزيد من سخط الله.
والغريب في الأمر أن تتم هذه الزيارات وتصمت الحكومة عن التصريح بها، وهي تظن أنها تغطي سوأتها، وكيان يهود يعمد على كشفها للملأ بشكل سافر، ضارباً حتى بالدبلوماسية في التعامل مع الدول والكيانات، ولم تعد هذه الزيارة المسكوت عنها إعلامياً في السودان وكشفتها الوكالات والقنوات الإخبارية العالمية الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة في ظل أنظمة عميلة مارقة. ففي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي وافق السودان على تطبيع العلاقات مع كيان يهود وفي الشهر الثاني زار وفد رسمي من كيان يهود الخرطوم، وفي السادس من شهر كانون الثاني/يناير 2021 وقع السودان اتفاقية التطبيع مع كيان يهود لينضم إلى المغرب والإمارات والبحرين التي قامت بالأمر نفسه في الآونة الأخيرة.
وجاء توقيع السودان قبل مضي شهر على إعلان الولايات المتحدة إزالة السودان من قائمتها المسماة بالدول الراعية للإرهاب، ولم تتوقف منذ ذلك الحين المظاهرات الاحتجاجية ضد التطبيع في السودان.
معلوم أن كيان يهود هو في المقام الأول دولة احتلال، وهو مزروع في خاصرة الأمة الإسلامية، وهو يحتل مسرى رسولنا الكريم ﷺ. فالتعامل الشرعي والعقلي مع هكذا كيان هو العداء والحرب، ومعروفة تاريخياً مطامع يهود في ما عند الأمة الإسلامية، وكيف كانت الوفود تلاحق سلطان المسلمين في آوخر الدولة الإسلامية مدعية بأنها تقدم له من المعونات والهبات ليحل ما يواجهه من مشكلات اقتصادية مقابل أن تستقطع دولة الخلافة جزءاً من فلسطين، وهو نفس ما يطلبه يهود الآن من الأنظمة، وهو ثمن التطبيع أن نسلم مسرى رسولنا الكريم ﷺ لهم، وكيف رد عليهم خليفة المسلمين آنذاك فقال مقولته المشهورة: "انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا".
فهذا الكيان سيحقق مطالبه ومطامعه على يد مثل هذه الأنظمة التي تسلطت على رقاب الناس وتناست حتى شعارات الثورة التي سرقتها ممن قاموا بها، وأهدافها ومطالبها.
هذه المطامع، غربية كانت أم من كيان يهود، لن يوقفها إلا الإسلام الذي يمثل مشروعه نظام الخلافة، وهي الدولة الوحيدة التي أقرّها الإسلام ككيان للأمة الإسلامية، وهي التي تقوم سياستها على أساس الإسلام في علاقتها مع الدول والكيانات، فالدول تنقسم من حيث علاقتنا بها حسب مشروع دستور دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة الذي أعده حزب التحرير فقد جاء في المادة (189): علاقة الدولة بغيرها من الدول القائمة في العالم تقوم على اعتبارات أربعة:
أحدها: الدول القائمة في العالم الإسلامي تعتبر كأنها قائمة في بلاد واحدة. فلا تدخل ضمن العلاقات الخارجية، ولا تعتبر العلاقات معها من السياسة الخارجية، ويجب أن يعمل لتوحيدها كلها في دولة واحدة.
ثانيها: الدول التي بيننا وبينها معاهدات اقتصادية، أو معاهدات تجارية، أو معاهدات حسن جوار، أو معاهدات ثقافية، تعامل وَفْقَ ما تنص عليه المعاهدات. ولرعاياها الحق في دخول البلاد بالهوية دون حاجة إلى جواز سفر إذا كانت المعاهدة تنص على ذلك، على شرط المعاملة بالمثل فعلاً. وتكون العلاقات الاقتصادية والتجارية معها محدودة بأشياء معينة، وصفات معينة على أن تكون ضرورية، ومما لا يؤدي إلى تقويتها.
ثالثها: الدول التي ليس بيننا وبينها معاهدات والدول الاستعمارية فعلاً كإنجلترا وأمريكا وفرنسا والدول التي تطمع في بلادنا كروسيا، تعتبر دولاً محاربة حكماً، فتتخذ جميع الاحتياطات بالنسبة لها ولا يصح أن تنشأ معها أية علاقات دبلوماسية. ولرعايا هذه الدول أن يدخلوا بلادنا ولكن بجواز سفر وبتأشيرة خاصة لكل فرد ولكل سفرة، إلا إذا أصبحت محاربة فعلاً.
رابعها: الدول المحاربة فعلاً كدويلة يهود مثلاً يجب أن نتخذ معها حالة الحرب أساساً لكافة التصرفات وتعامل كأننا وإياها في حرب فعلية سواء أكانت بيننا وبينها هدنة أم لا. ويمنع جميع رعاياها من دخول البلاد.
فكيان يهود من الدول المحاربة فعلاً فلا علاقة معه أبداً، وإنما الذي يتخذ معه هو الحرب فقط، وليس السلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد فضل السيد (أبو شهد)
الانبطاح للتطبيع مع كيان يهود خيانة لأمة الإسلام لا توقفها إلا دولة الخلافة
الخبر:
زار وزير استخبارات كيان يهود إيلي كوهين العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد أشهر من اتفاق السودان وكيان يهود على تطبيع العلاقات، ولم يُعلن مسبقاً عن زيارة يوم الاثنين 25/1/2021م، التي تُعد الأولى من نوعها، وقال مكتب كوهين إنها المرة الأولى التي يقود فيها وزير لكيان يهود وفداً إلى السودان، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء. وبحسب متحدث كيان يهود، التقى كوهين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ووزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، كما التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووقع الاثنان مذكرة شملت الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
التعليق:
لم يعد يخفى على أحد خنوع هذه الحكومة السادرة في غيها، في الانبطاح لكيان يهود، وفي عقد الاتفاقيات معه دونما مراعاة لمشاعر المسلمين الساخطة على مثل هكذا تفاهمات لا تجلب لنا سوى مزيد من سخط الله.
والغريب في الأمر أن تتم هذه الزيارات وتصمت الحكومة عن التصريح بها، وهي تظن أنها تغطي سوأتها، وكيان يهود يعمد على كشفها للملأ بشكل سافر، ضارباً حتى بالدبلوماسية في التعامل مع الدول والكيانات، ولم تعد هذه الزيارة المسكوت عنها إعلامياً في السودان وكشفتها الوكالات والقنوات الإخبارية العالمية الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة في ظل أنظمة عميلة مارقة. ففي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي وافق السودان على تطبيع العلاقات مع كيان يهود وفي الشهر الثاني زار وفد رسمي من كيان يهود الخرطوم، وفي السادس من شهر كانون الثاني/يناير 2021 وقع السودان اتفاقية التطبيع مع كيان يهود لينضم إلى المغرب والإمارات والبحرين التي قامت بالأمر نفسه في الآونة الأخيرة.
وجاء توقيع السودان قبل مضي شهر على إعلان الولايات المتحدة إزالة السودان من قائمتها المسماة بالدول الراعية للإرهاب، ولم تتوقف منذ ذلك الحين المظاهرات الاحتجاجية ضد التطبيع في السودان.
معلوم أن كيان يهود هو في المقام الأول دولة احتلال، وهو مزروع في خاصرة الأمة الإسلامية، وهو يحتل مسرى رسولنا الكريم ﷺ. فالتعامل الشرعي والعقلي مع هكذا كيان هو العداء والحرب، ومعروفة تاريخياً مطامع يهود في ما عند الأمة الإسلامية، وكيف كانت الوفود تلاحق سلطان المسلمين في آوخر الدولة الإسلامية مدعية بأنها تقدم له من المعونات والهبات ليحل ما يواجهه من مشكلات اقتصادية مقابل أن تستقطع دولة الخلافة جزءاً من فلسطين، وهو نفس ما يطلبه يهود الآن من الأنظمة، وهو ثمن التطبيع أن نسلم مسرى رسولنا الكريم ﷺ لهم، وكيف رد عليهم خليفة المسلمين آنذاك فقال مقولته المشهورة: "انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا".
فهذا الكيان سيحقق مطالبه ومطامعه على يد مثل هذه الأنظمة التي تسلطت على رقاب الناس وتناست حتى شعارات الثورة التي سرقتها ممن قاموا بها، وأهدافها ومطالبها.
هذه المطامع، غربية كانت أم من كيان يهود، لن يوقفها إلا الإسلام الذي يمثل مشروعه نظام الخلافة، وهي الدولة الوحيدة التي أقرّها الإسلام ككيان للأمة الإسلامية، وهي التي تقوم سياستها على أساس الإسلام في علاقتها مع الدول والكيانات، فالدول تنقسم من حيث علاقتنا بها حسب مشروع دستور دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة الذي أعده حزب التحرير فقد جاء في المادة (189): علاقة الدولة بغيرها من الدول القائمة في العالم تقوم على اعتبارات أربعة:
أحدها: الدول القائمة في العالم الإسلامي تعتبر كأنها قائمة في بلاد واحدة. فلا تدخل ضمن العلاقات الخارجية، ولا تعتبر العلاقات معها من السياسة الخارجية، ويجب أن يعمل لتوحيدها كلها في دولة واحدة.
ثانيها: الدول التي بيننا وبينها معاهدات اقتصادية، أو معاهدات تجارية، أو معاهدات حسن جوار، أو معاهدات ثقافية، تعامل وَفْقَ ما تنص عليه المعاهدات. ولرعاياها الحق في دخول البلاد بالهوية دون حاجة إلى جواز سفر إذا كانت المعاهدة تنص على ذلك، على شرط المعاملة بالمثل فعلاً. وتكون العلاقات الاقتصادية والتجارية معها محدودة بأشياء معينة، وصفات معينة على أن تكون ضرورية، ومما لا يؤدي إلى تقويتها.
ثالثها: الدول التي ليس بيننا وبينها معاهدات والدول الاستعمارية فعلاً كإنجلترا وأمريكا وفرنسا والدول التي تطمع في بلادنا كروسيا، تعتبر دولاً محاربة حكماً، فتتخذ جميع الاحتياطات بالنسبة لها ولا يصح أن تنشأ معها أية علاقات دبلوماسية. ولرعايا هذه الدول أن يدخلوا بلادنا ولكن بجواز سفر وبتأشيرة خاصة لكل فرد ولكل سفرة، إلا إذا أصبحت محاربة فعلاً.
رابعها: الدول المحاربة فعلاً كدويلة يهود مثلاً يجب أن نتخذ معها حالة الحرب أساساً لكافة التصرفات وتعامل كأننا وإياها في حرب فعلية سواء أكانت بيننا وبينها هدنة أم لا. ويمنع جميع رعاياها من دخول البلاد.
فكيان يهود من الدول المحاربة فعلاً فلا علاقة معه أبداً، وإنما الذي يتخذ معه هو الحرب فقط، وليس السلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد فضل السيد (أبو شهد)