- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أسوأ القوم الذين يرفعون شعار رفع الظلم ونصفة المظلومين وهم ظالمون!
الخبر:
أقدم البنك المركزي بصنعاء منذ أيام قلائل على اتخاذ إجراء بعدم قبول توريد الأوراق النقدية فئة مئة ومائتين وخمسين ريالاً لديه.
التعليق:
إن هذا الإجراء الذي اتخذه البنك المركزي بصنعاء هو الظلم بعينه. فلماذا يفقد الناس مدخراتهم وما بأيديهم من أموال من هاتين الفئتين من عملة الريال، وكيف سوّغ لنفسه مشروعية هذا الإجراء وإيقاع هذا الظلم بالناس، بضياع أموالهم؟!
ثم كيف يُخْلي البنك المركزي مسؤوليته عن أوراق نقدية صدرت عنه وتحمل اسمه؟ وأمام الله ورسوله وعلى مَرأْى ومسمع من الناس جميعاً؟! أنسي القوم بأنهم في ثورة 2014/09/21م رفعوا شعار تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الناس، وسعوا جاهدين لإسقاط الجرعة والحكومة، من أجل تحقيق ذلك، أم أن وراء الشعار ما وراءه من دجل وتضليل؟ فقد رُفِع الشعار الاقتصادي لتحقيق مكاسب سياسية.
أإجراء البنك المركزي بصنعاء هذا واحد من الحلول الاقتصادية المتعددة التي وعدنا بها محافظ البنك هاشم إسماعيل لمواجهة الطبعات المهولة الجديدة التي قام بها البنك المركزي في عدن؟ وما مقدار المال الشخصي الذي فقده هاشم إسماعيل حتى يكون قدوة للناس فيما اتخذه من إجراء؟
هل نسي البنك المركزي بصنعاء بأن بنوك العالم التي يمشي وراءها ويقتفي أثرها أنها هي الجهة الوحيدة التي تملك الحق في إصدار الأوراق النقدية، ويندرج ضمن نطاق مسؤوليتها استعادة وقبول أية أوراق نقدية بما فيها التالفة الصادرة عنها، لتقوم هي بإتلافها، وإصدار طبعات بديلة عنها تحمل نفس أرقامها؟
إن الناس مصعوقون لإجراء البنك المركزي بصنعاء، ولا يدور في نفوسهم سوى كيف ينقشع عنهم الكابوس الجاثم على صدورهم منذ سبع سنوات.
يتحدث القوم كثيراً عن إقامة ميزان العدالة، ورفع الظلم على الناس، وإنصاف المظلومين، ولكن يصدق عليهم قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾. إن الخلافة الراشدة الثانية هي التي ستحكم بالإسلام وتسعد الناس جميعاً، وفيها يحثي الخليفة المال حثياً ولا يعده عداً، ولا يمد يده ليستولي على ما في أيدي الناس من أموال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن