- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علماء اليمن ما رأيكم بتعطيل الحكم بالإسلام لمئة عام؟
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في صنعاء يوم 23 تموز/يوليو الجاري خبر إقامة علماء اليمن ندوة مشتركة مع وزارة الأوقاف والإرشاد، عنونت له على صدر صفحتها الأولى بـ"علماء اليمن: تعطيل الحج من قبل النظام السعودي ليس حدثاً عادياً وعقاب الله سيطال الساكتين من الأمة" قالت فيه "للعام الثاني على التوالي يعمد النظام السعودي إلى تعطيل ركن أساسي من أركان الإسلام، ومنع المسلمين من الحج في إطار سياسة تتوضح يومياً بأنها منهجية يجري اعتمادها لتعطيل هذا الركن ومنع شعيرة الحج المعبرة عن وحدة المسلمين، والعبادة التي قد تكون رافعة لنهضة الأمة في مواجهة أعدائها".
التعليق:
لا شك في أن تعطيل الحج هو صد عن المسجد الحرام، وعقوبته عند الله كبيرة لا يختلف عليها اثنان، والراضون على ذلك والمدافعون عنه، شركاء في الإثم مع من عطَّل عبادة الحج بالتدريج، حيث بدأ بتعسير شروط الحج على الحجاج؛ من قطع التراخيص المكلفة لدخول البلد الحرام، ودفع تكاليف الإقامة الباهظة هناك وأجرة المطوفين، وتحديد أعداد الحجاج من كل بلد، التي لم ينزل الله بها جميعاً من سلطان، فجُعِلَتْ الاستطاعة في الاستبراء من الديون، وتموين من يعولهم في فترة تأدية نسك الحج، والقدرة على السفر راجلاً أو راكباً، والزاد ذهاباً وإياباً.
لكننا مع هذا وعدم إقرارنا له ورضانا به، نرى حكاماً آخرين في طول بلاد المسلمين وعرضها، قد عملوا على تعطيل الحكم بالإسلام، فاستبدلوا بنظام الحكم بالإسلام أنظمة الغرب الوافدة، التي قطَّعت بلاد المسلمين، وجعلت جيوشهم على الحدود، ورضوا بتحكيم القانون الدولي، ومنه تحكيم الأمم المتحدة للفصل في نزاعاتهم. استبعدوا النظام الاقتصادي في الإسلام، وأقاموا مكانه النظام الاقتصادي الرأسمالي، فتعاملت بنوكهم المركزية والمُسَاهِمَة بالربا أخذاً وعطاءً، وتعاملوا مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واقترضوا قروضاً ربوية، ونَحَّوا النظام الاجتماعي في الإسلام، واستبدلوا به النظام الاجتماعي الرأسمالي... إلى غير ذلك من أنظمة وأحكام وأفكار من صنع عقول البشر، قامت على عقيدة فصل الدين عن الحياة. لا شك أن جميع من قاموا بتلك الأعمال من حكام المسلمين هم آثمون مجرمون، على المسلمين العمل على تغييرهم وإزالتهم دون استثناء، وإقامة كيان سياسي اسلامي مكانهم، قائم على عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، تنبثق عنها جميع أفكاره وأنظمته وأحكامه.
إن العودة بالمسلمين إلى الحكم بالإسلام لن يكون بإزالة أشخاص والحلول مكانهم، ولكن بإزالة أنظمة الحكم القائمة في بلاد المسلمين برمتها، وإقامة نظام الحكم بالإسلام؛ نظام الخلافة مكانها، ولأن رسول الله بشرنا بعودة الخلافة مجدداً حيث قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فإن الخلافة الراشدة الثانية هي التي ستحكم بالإسلام وتوحد بلاد المسلمين، ويسود العالم رخاء الإسلام وعدله بعد غياب دام لمائة عام، أصاب فيها المسلمين من الإثم ما أصابهم، ولاقوا فيها ما لاقوا من الشر على يد أساطين الاشتراكية التي ذهبت دون رجعة، والرأسمالية التي يشقى العالم اليوم تحت وطأتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن