- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا وإيران وكيان يهود
الخبر:
أثناء زيارة وزير خارجية إيران الأسبوع الماضي للبنان، ورغم تركيز الإعلام على عرضه بناء معمليْن للكهرباء، إلا أن التصريح الأهم كان أن إيران لا تعترف سوى بدولة واحدة اسمها فلسطين.
التعليق:
كان لافتا تصريح وزير خارجية إيران هذا من خارج سياق الحديث المتصل بالكهرباء وعلاقة الدولتين، بأن إيران لا تعترف سوى بدولة واحدة اسمها فلسطين، فما وراء ذلك يا ترى؟ وما الذي دعا الوزير المذكور إلى إدلاء هذا التصريح من لبنان وفي هذا الوقت بالذات؟
كلنا يتابع المباحثات الجارية بين أمريكا وإيران للعودة إلى اتفاق تريده أمريكا معدلا وإصرار إيران على العودة إلى الاتفاق السابق الذي انسحبت منه أمريكا في عهد ترامب بدون أي تعديل وبعد ذلك تبحث الأمور الأخرى.
فما هي الأمور الأخرى التي تريد أمريكا بحثها، بل فرضها على إيران وهل يمكن معرفتها؟
نعم يمكن توقع ذلك، فأمريكا قالتها علنا ومرات عدة أنها تريد من إيران أمرين مهمين لها:
١. إيقاف تجارب الصواريخ البالستية.
٢. الاتفاق على السلام في المنطقه وكف أذرع إيران في الخارج.
أما كف أذرع إيران في الخارج أي في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغزة، فأغلب الظن أن إيران وأمريكا قيد التوصل إلى حل بهذا الخصوص، لأن وجود إيران وأذرعها في كل المناطق المذكورة كان برضا أمريكا إن لم يكن بطلب منها وبخاصة في سوريا والعراق واليمن.
أما في لبنان وغزة فكانت سياسة أمريكا استخدام أذرع إيران لإرغام كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين على القبول بحل الدولتين الذي كانت تدعو له أمريكا.
ولا زالت مع كل عملائها في المنطقة موزعة عليهم الأدوار بعضها بالتطبيع مع كيان يهود لإغرائه بالحل ومنافعه على الكيان (وهذه هي الجزرة الأمريكية)، وبعضها الآخر بأذرع إيران في لبنان وغزة فقد استخدمته أمريكا للضغط على كيان يهود للقبول بالحل ولو بالقوة (سياسة العصا).
واستطاع كيان يهود التهرب من أمريكا وحلها للدولتين رغم كل محاولاتها، حتى إن بعض المتابعين أطلق على كيان يهود بأنه الممانع الوحيد والحقيقي للحل في المنطقة!
وهنا نقول إن أمريكا قد تتباطأ في التنازل عن ورقتها الإيرانية إلا بعد خضوع كيان يهود للقبول بالحل الأمريكي للدولتين، والدليل أن أمريكا أبقت على سلاح إيران وأذرعها في لبنان وسوريا وغزة ولو بوصفه سلاحا رادعا، حتى يتحقق ما تريده أمريكا من يهود للقبول بالحل.
تصريح وزير خارجية إيران الأسبوع الماضي أن إيران لا تعترف سوى بدولة واحدة اسمها فلسطين، يبدو أن هذا الكلام ينفع أمريكا بحيث تستخدمه للضغط على كيان يهود لأنه يحمل وجهين:
الأول فيه تنازل عن التصريح الإيراني المعهود بإزالة الكيان من الوجود، منذ الخميني، وهذا قد يعد تنازلا مهما من إيران للتفاوض مع كيان يهود وأمريكا.
الثاني فيه إشارة إلى أمريكا، وقد يكون بطلب من إيران، لأنه لا يمكن أن تعترف بكيان يهود رسميا إذا اعترف به الجميع، ولكنها ستكتفي بالكلام فقط هي وأذرعها في المنطقة حتى تقوم إيران بتجرع السم القاتل مرة جديدة هي وأذرعها هذه المرة للأسف.
لا نريد لإيران أن تبقى على هذه الحال التي تسعى فيها لأخذ حصة أكبر من أمريكا وتترك الأمة الإسلامية تعاني معها من التغول الأمريكي الذي لا يمكن الركون إليه أبدا. ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾.
أمريكا تريد منع المسلمين من قيام دولة جامعة توحدهم وتعيد لهم خيراتهم وعزهم، ولذلك تتفاوض معكم على ما تظنونه مصلحة لكم، ولكنه وعد الشيطان الأكبر كما أطلقتم عليه ونسيتموه!
فهل أنتم لما يريده الله عز وجل وما تريده الأمة جاهزون؟!
الأيام القادمة سترينا الأمور التي كانت غامضة للبعض. والأيام حبلى بالتطورات فقد تسبق الأمة ما تخطط له أمريكا عبر عملائها الحكام الخونة الرويبضات وتعيد دولتها وعزها قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية لبنان